الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على صاحب السلس إذا كان لا يستطيع التحرز عن قطرات البول

السؤال

أعاني من خروج قطرات بول بشكل غير إرادي بعد التبول, ولست أشك في ذلك، وسني لم يتجاوز العشرين، فهل هذا لأنني في سن المراهقة؟ وما أفعله حاليًا هو أنني أغسل العضو غسلًا عاديًا, وأمارس الحياة بشكل طبيعي, وبعد انقطاع البول أتوضأ وأصلي دون تغيير الملابس؛ لأن ذلك يصعب عليّ، وقد جربت طريقة العصر فلم تأت بنتيجة، وقرأت في بعض الفتاوى أن عليّ أن أقوم بوضع منديل لحجز النجاسة فيه، لكن ذلك يصعب عليّ, والله تعالى يقول: "فاتقوا الله ما استطعتم", وهذا ليس في استطاعتي, وفي الفترة الأخيرة بعدما شغلت تفكيري تلك القطرات أصبحت أعاني من وسواس خفيف في أشياء كثيرة من الطهارة، وعندما أتوضأ أغسل ملبس القدم؛ لأنه ربما اتسخ من أخي الأصغر, وهل يلزم المد في الصلاة السرية, مثل مد الألف في كلمة الضالين؟ وهل يجوز ربط الآيات في الصلاة السرية مثل قراءة سورة الناس دون توقف للفصل بين الآيات؟

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما قطرات البول: فقد بينا ما يفعله المصاب بخروجها في فتاوى كثيرة، وانظر الفتوى رقم: 159941.

وما تفعله من عدم تطهير هذه القطرات جائز على مذهب المالكية، وانظر الفتوى رقم: 75637.

والأحوط بلا شك هو العمل بقول الجمهور.

وأما الوسوسة: فعلاجها الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها، فلا تحكم بتنجس شيء إلا بيقين, ولا تسترسل مع هذه الوساوس فتغسل ما تشك في تنجسه؛ لئلا تفتح على نفسك بابًا عظيمًا من أبواب فساد الدين والدنيا، وأحسن ظنك بربك, وأنه سبحانه سيقبل عبادتك, ويثيبك عليها، وراجع لكيفية التعامل مع الوسوسة الفتوى رقم: 51601.

وأما المد في القراءة: فهو من التجويد المستحب، فالإتيان به حسن, ولا تبطل الصلاة بتركه، وسواء في ذلك الصلاة السرية والجهرية، وانظر الفتوى رقم: 136573.

وأما وصل الآيات بعضها ببعض: فجائز في الصلاة السرية والجهرية, وإن كان خلاف السنة، فالسنة لقارئ القرآن أن يقف على رؤوس الآي، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 217147.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني