الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البقاء أم الفراق للزوجة التي تحادث الشباب على الإنترنت وتقصر في حق زوجها

السؤال

حدثت مشكلة بيني وبين زوجتي مؤخرا، والسبب هو أنها قائدة لفرقة عمل خيرية، وهذه المجموعة قد تكون مختلطة مع الشباب في بعض الأعمال الخيرية، وقد رفضت أن تستمر بها ما دام هناك اختلاط. وللعلم فإني اقترحت عليها أن أكون أنا من يمثلها في بعض الأعمال التي تتطلب دخول الشباب وأبت ذلك !!
بالإضافة إلى أنها تقوم بعمل متابعة لبعض الشباب في تويتر، وتعلق على منشوراتهم بطريقة لا تؤدي إلى أي فائدة، بل بالعكس ترد بعبارات المزاح معهم، وعلى منشوراتهم لا سيما أنها تعرف هؤلاء الشباب معرفه سطحية. عندما اكتشفت ذلك أخبرتها بأني لا يمكن أن أتقبل ذلك، وأخبرتها بأني سأطلقها إن استمرت، واستمرت ولم تبال، قائلة: أنا لم أخرج عن الحدود.
والجدير بالذكر بخصوص الطلاق أن سبب الطلاق ليس بسبب هاتين المشكلتين، بل هناك مشاكل أخرى صبرت عليها بما فيه الكفاية كالتقصير معي بحجة أنه لا يوجد لديها وقت، وأنها مشغولة دائما، أو النوم في وقت العودة من عملي، فقد أصبح نهاري ليلها، وليلي نهارها.
لكن بعد الذي حدث مؤخرا مع هؤلاء الشباب لم أستطيع تحملها والجلوس معها.
أرشدوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في كون الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات - سواء كان في أماكن العمل، أو الدراسة، أو كان عبر الانترنت أو غيره - لا شك أنه باب فتنة وطريق فساد، لا سيما إذا كان بين الشباب والشابات، ولو كان ذلك بذريعة التعاون على الخير، فإنّ ذلك قد يكون استدراجاً من الشيطان، وتلبيساً من النفس واتباعاً للهوى، كما أنه ينبغي الحذر من مخاطر الشبكة العنكبوتية، ولا سيّما حيث اشتدت الفتن وكثر الفساد؛ وانظر الفتوى رقم: 119236.
وعليه فالواجب على زوجتك طاعتك فيما تأمرها به من ترك الاختلاط، والبعد عن الريب، فمن واجب الزوج ومن مقتضى قوامته على زوجته، أن يلزمها بالواجبات ويمنعها من المحرمات؛ قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}.

قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد. تفسير السعدي.

وعليها معاشرتك بالمعروف، ولا سيما فيما يتعلق بحق الفراش، فإن امتناعها من إجابتك إليه بغير عذر معتبر، منكر عظيم، وانشغالها عن واجباتها الزوجية بالأعمال التطوعية أو الدخول على المواقع الإلكترونية، خلل كبير وظلم ظاهر، فإن طاعة الزوج في المعروف واجبة، وحسن التبعل له من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله.
فبين ذلك لزوجتك، وأطلعها على كلام أهل العلم في هذا الشأن، وإذا لم تطعك فاسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد فالضرب غير المبرح، فإن لم تفد معها وسائل الإصلاح فالطلاق آخر الحلول؛ وللفائدة راجع الفتوى رقم: 178143 .

ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني