الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفهوم الشرعي لقوامة الرجل

السؤال

صديقتي لديها سؤال: هل تجوز طاعة الزوج في كل شيء؟
زوجها يقول لها: إذا ما سلمت على كفي، ورأسي أمام أهلي وأهلك، والمجتمع، فسوف أعاقبك بحرمانك من الخروج. هل يجب أن تطيعه؟
هي إنسانة جدا طيبة وعلى نياتها، والله على ما أقول شهيد. ولكن عندما رأت أسلوبه هكذا امتنعت، وقالت له: امنعني من الخروج غير مهتمة، ولكن لن أفعل لك ما تريد، ليس من واجبي. قال لها: لكن هذا احترام منك لي، حتى أبين كرامتي عند الناس. قالت له: ليس على حساب نفسي.
وأيضا يجعلها تحمل كيس القمامة، أما هو فلا يريد حمله، والسبب يقول لها: أنا رجل عيب أحمله. أيضا في السوق يجعلها تحمل الكيس وهو لا.
أيضا عندما يدخلون محلا، أو يصعدون من الدرج يمنعها أن تمشي أمامه يقول: ارجعي إلى وراء، أنا قبلك، أنا الرجل ولست أنت.
هل هذا ما أمر به الدين الرجل!؟ بماذا تنصحونها أن توجهه؛ لأن حياتها كلها هكذا زوجها إنسان مسيطر، هي بدأت تتغير عليه في المنزل وتقصر في حقوقه حتى تحس أنها أخذت حقها، ولعل وعسى أن يتراجع، لقد نصحته أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن هكذا، وأن هذه ليست رجولة إنما هذا نقص في شخصية الرجل، لكن دون فائدة.
أعطوني رأيكم وتوجيهكم وما حكم ما يفعله في الإسلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحقّ الزوج على زوجته عظيم، وقد جعل الله له القوامة عليها، ولذلك أوجب على المرأة طاعة زوجها، لكنها ليست طاعة مطلقة وإنما هي طاعة مقيدة، فهي لا تكون فيما خالف الشرع، ولا تكون فيما يضر بالمرأة، أو يحملّها فوق طاقتها، كما أنها تختص بأمور النكاح وما يتعلق به. نص على ذلك بعض أهل العلم كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 144069 والفتوى رقم: 111729
فإن كان المقصود أنّ الزوج يريد من زوجته تقبيل يده، ورأسه أمام الأهل وغيرهم، فلا تجب عليها طاعته في ذلك، بل لا يجوز للزوج أن يسأل زوجته ذلك، كما سبق في الفتوى رقم: 181523
فعلى الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وتعامله بالتوقير؛ لما له من القوامة، وعلى الزوج أن يحسن عشرة زوجته ويرفق بها، وليعلم أن قوامة الرجل لا تعني تسلطه وتجبره على المرأة، وإساءة عشرتها، وإنما القوامة تعني رعاية المصالح الدينية والدنيوية، وتقتضي الرحمة والإحسان.

قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة:228}: وقال ابن عباس: الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخلق، أي أن الأفضل ينبغي أن يتحامل على نفسه. قال ابن عطية: وهذا قول حسن بارع. الجامع لأحكام القرآن.

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- متواضعاً سهلاً ليناً مع أهله، وقد ذكرنا طرفاً من هديه -صلى الله عليه وسلم- مع نسائه، وذلك في الفتويين: 27182 ، 55015 فلتراجع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني