الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سب المنكر وذكر معايبه ليجتنبه الناس

السؤال

هل يجوز سب المنكر لتحقيره في أعين الناس؟ وما هي الألفاظ التي يمكن استخدامها؟ وكيف ذلك؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز سب المنكر وذمه وتحذير الناس منه، فقد قال الله تعالى عن الشرك: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {النساء:48}.

ووصفه بأنه ظلم عظيم، فقال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان:13}.

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.

وقال تعالى عن الخمر والميسر: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ {المائدة:90}.

وقال تعالى عن لحم الخنزير: فَإِنَّهُ رِجْسٌ {الأنعام:145}.

وقال عن الزنا: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32}.

وفي الآية الأخرى: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا {النساء:22}.

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.. الحديث.

وقال: صلى الله عليه وسلم: لعن الله السارق، يسرق.. الحديث، متفق عليه

فسب المنكر وسب أهله لمنكرهم جائز شرعا، وقد رأيت بعض الألفاظ التي تستعمل في ذم المنكر وأهله، ويكون الذم بمقتضى المصلحة، قال تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}.

فحيث جر ذلك إلى مفسدة أعظم، فلا يجوز فعله لهذه الآية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني