الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تكلم بحديث رسول الله بلهجة مزاحية

السؤال

شخص يتحدث مع شخص آخر، فذكر له حديثًا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بصوت مزاحي، وبطريقة غير جدية، فهل هذا مستهزىء؟ وهل يعتبر منافقًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في وجوب تعظيم جناب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه، وسنته.

ومن جملة ذلك التأدب عند ذكره، وذكر كلامه صلى الله عليه وسلم.

ومخالفة ذلك يكون حكمها بحسبها: كراهةً، أو تحريمًا، أو كفرًا - والعياذ بالله -.

وما ذكره السائل في سؤاله من حال هذا الشخص، لا يبين حاله بالقدر الذي يمكن به الفصل في الحكم عليه، فالمزاح قد يقترن بالاستهزاء، وقد لا يقترن به، وقد سبق لنا بيان ذلك وإيضاحه من خلال أمثلة كثيرة مبثوثة في عدة أسئلة، أحلنا عليها في الفتوى رقم: 139026، خاصة الفتويين: 137826، 131591، كما سبق لنا أيضًا بيان معنى الاستهزاء وأنواعه، وحكم كل نوع في الفتويين: 118405، 2093، وراجع في بيان حكم الاقتباس من القرآن الكريم، أو الحديث النبوي الشريف الفتوى رقم: 109712، ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 721.

وأخيرًا: نلفت نظر الأخ السائل إلى خطورة الوسوسة في هذا الباب، فمجرد التحريم كاف للزجر، وبذل النصح، فليس الاستهزاء الموجب للنفاق، أو الكفر هو وحده الذي يجب اجتنابه، فحسبنا أن نجد ما يخالف أمر الله تعالى لنتحرك بالنصح بين الناس، دون أن نشغل أنفسنا بوقوع المنصوح في الكفر، أو النفاق من عدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني