الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل طمس الصليب من المقتنيات

السؤال

لا أعلم كيف أبدأ، ولكني تعبت، أريد حلا لمشكلتي.
كنت قد أرسلت سابقا أستفتي في وسواس الاستهزاء، والحمد لله ذهب عني جزء كبير منه، وحينما أصبحت أنعم بالرضا، والفأل أصابني وسواس تجاه الصليب؛ حيث إنني أخاف أن يوجد لدي شيء فيه صليب. والمشكلة أنه أصبح هذا الموضوع شغلي الشاغل؛ لأني سمعت أن الرضا بالكفر كفر، وقد وجدت شعار إحدى المحلات التجارية يشبه الصليب حقا، ولست فقط أنا من شك فيه، بل أكثر الذين معي، وقررنا التخلص منه. المشكلة ليست هنا، المشكلة أن كثيرا من مقتنياتي من هذا المكان؛ لذا تكاسلت عن أن أنقض كل شيء، وقلت حين أحتاج إلى استخدامها سأنقضه، فأصبحت في خوف ألا تقبل لي صلاة، وأصبح بالي مشغولا حتى في الصلاة، ولا أحسن أن أصليها، حتى في بعض تطبيقات الأجهزة يوجد من ضمنها، وليس شعارها، إنما بعض الرموز توجد بها صلبان، تعبت.
ما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية مما تعاني منه، ثم اعلم أن علاج الوساوس هو أن تعرض عنها، ولا تلتفت إليها.

ثم إنه لا يحكم على المسلم بالكفر بمجرد وجود صليب في بعض متاعه، ما دام لا يعبده بل يكرهه، ومن باب أحرى أن لا يكفر بوجوده في محل تجاري؛ فكراهتك للموضوع وخوفك من الكفر بسببه، يدل دلالة واضحة على عدم كفرك.

ويكفي في علاج المشكلة إزالتك لرسم الصليب من الأشياء التي بحوزتك، أو تغيير هيئته؛ وفي الحديث: لم يكن رسول الله صلى الله وسلم يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه. رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.

ويحصل النقض بأي شيء تزول به هيئة الصليب.

قال ابن حجر: فإذا كان المراد بالنقض الإزالة، دخل طمسها فيما لو كانت نقشا في الحائط، أو حكها، أو لطخها بما يغيب هيئتها. انتهى.
هذا؛ وعليك أن تلاحظ أنه قد يظن بعض الموسوسين في بعض الخطوط أنها صليب وليست كذلك، مثل بعض العلامات الحسابية التي توجد في الأجهزة الإلكترونية ونحو ذلك، فهذه لا بأس بها، ولا تعد من الصلبان.

ولمزيد الفائدة حول كيفية علاج هذه الوساوس انظر الفتوى رقم: 134196 ورقم: 51601.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني