الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر صحيح عن عمر بن عبد العزيز وليس عن عمر بن الخطاب

السؤال

سمع عمر بن الخطاب صوت الرعّد فبكى بكاءً شديدًا، فقيل له: ما يُبكيك يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذا صوَت رحمتهْ، فكيف بصوت عذابه؟ فما صحة هذا الكلام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم لهذه القصة سنداً عن عمر بن الخطاب، ولكن أخرجها أبو بكر الدينوري المالكي في المجالسة وجواهر العلم فقال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سَفَرٍ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَصَابَتْهُمُ السَّمَاءُ بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَظُلْمَةٍ وَرِيحٍ شَدِيدَةٍ حَتَّى فَزِعُوا لِذَلِكَ، وَجَعَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَضْحَكُ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: مَا ضَحِكُكَ يَا عُمَرُ؟! أَمَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا آثَارُ رَحْمَتِهِ فِيهِ شَدَائِدُ كَمَا تَرَى، فَكَيْفَ بِآثَارِ سَخَطِهِ وَغَضَبِهِ؟.

وهذا إسناد ليس فيه متهم، وإن تُكلم في عطاء في حفظه بكلام يسير، ومنهم من طعن في سماع إسحاق من جرير بن عبد الحميد، وللأثر شاهد أخرجه أبو الشيخ في العظمة، وأخرجه ابن أبي الدنيا بلفظ مقارب في المطر والرعد والبرق، بإسناد أبي الشيخ، وإسناد آخر غير طريق الدينوري صححه بهما محققه طارق العمودي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق آخر، فالقصة صحيحة بالجملة.
وذكرها الذهبي في السير، وتاريخ الإسلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني