الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للزوج إرغام زوجته على المبيت عند أمه ولا تستوجب اللعنة بذلك

السؤال

يا شيخ: أنا امرأة متزوجة، ولله الحمد علاقتي مع زوجي جيدة، ومع أهله كذلك.
إلا أن هناك مشكلة تتكرر معي منذ بداية زواجي، وأريد منكم الحل.
يا شيخ أنا أحب أهل زوجي، وأحترم أمه، وأخدمها إذا كنت في بيتها رغم وجود أولادها، وهذا مما يقدره لي زوجي والحمد لله، ولكنه يطلب
مني المبيت عندها إذا سافر، رغم أني أسكن في بيت مستقل، وذلك شرط من شروط زواجي، ورغم وجود الخادمة عندها. وإذا رفضت ذلك وذهبت للنوم عند أهلي، يغضب ويقول: إنك استحللت غضب الله، وتلعنك الملائكة.
فهل هذا صحيح؟ وهل يجب علي طاعته والمبيت عند أمه، رغم عدم حاجتها لي فقط من باب مؤانستها، رغم أني أنا من يبادر بالذهاب إليها والمبيت عندها عند وجود حاجة لها كعدم وجود خادمة عندها، وخروج أبنائها للمدارس، رغم عدم راحتي النفسية، إلا أني أفعل ذلك إحسانا
مني لها، وردا لشيء من حسن تعاملها معي، وأحتسب أنه إعانة لزوجي على بر أمه.
أرجو منك يا شيخ الرد على سؤالي.
وهل يجب علي الاعتذار لزوجي؛ لأني اعتذرت له عن تلبية طلبه وذهبت لأهلي؟
أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على إحسانك إلى أم زوجك، وإعانتك له على برها، فذلك من مكارم الأخلاق، وجميل المعاشرة لزوجك. واعلمي أنه لا يصح ما قاله لك زوجك بأنك تستحقين غضب الله، ولعنة الملائكة بترك المبيت مع أمّه؛ فإن مبيتك عندها غير واجب عليك، ولا تلزمك طاعته في ذلك؛ وراجعي الفتوى رقم: 97514.
لكن الأولى إذا لم يكن عليك ضرر أن تطيعيه في المبيت عندها، وإذا لم تبيتي فلتعتذري له عن ذلك تطييباً لقلبه، وتجنبا لكسر خاطره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني