الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وضع تلبيسة على الأسنان لإخفاء العيب، وحكم حقن علاج تجاعيد الوجه

السؤال

لدي سنان أماميان كبيران، وشفتي العليا مقوسة، بحيث تظهر معظم السنين الأماميين حين الحديث، والسنَّان اللذان يليانهما صغيران، فهما بربع حجم السنين الأماميين، وأوصف بالأرنب بسبب شكل شفتي وأسناني، فذهبت لعيادة الأسنان وقمت بوضع تلبيسة على السنين الصغيرين ليكبر حجمهما؛ ليناسبا حجم السنين الأماميين، فهل هذا حرام شرعًا لكوني غيّرت خلق الله؟ وإذا رافق عمل التلبيسة تقصير بسيط لطول السنين الأماميين، فهل هذا حرام أيضًا؟ وسؤالي الآخر عن الحقن التي تستخدم لعلاج تجاعيد الوجه، إذا كانت بعض المواد فيها مستخرجة من البقر - غالبًا من جلودها - فهل هي حلال أم حرام - وفقكم الله، وسدد خطاكم -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما السؤال الأول: فجوابه أن ما كان منه بغرض العلاج، وإزالة العيب، وإرجاع الأسنان إلى الشكل المعتاد: فلا حرج فيه - إن شاء الله - بخلاف ما إذا كان الغرض هو التجمل، وزيادة الحسن، وراجعي في ذلك الفتويين: 140167، 108098.

وأما السؤال الثاني، فجوابه: يعتمد على سبب وجود هذه التجاعيد، فإن كانت ناتجة عن الشيخوخة: فلا يجوز.

وأما إن كانت ناتجة عن أسباب مرضية: فلا بأس بمعالجتها، إن كانت مشوهة للخلقة؛ كي تعود البشرة إلى وضعها المعتاد، وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي بشأن الجراحة التجميلية وأحكامها: لا يجوز إزالة التجاعيد بالجراحة، أو الحقن، ما لم تكن حالة مرضية، شريطة أمن الضرر .اهـ. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 154393.

وفي حال الجواز: فالمواد المستخدمة في الحقن إن كانت طاهرة، كأن تكون مستخرجة من بقر مذكىً: فلا حرج في ذلك.

وأما إن كانت نجسة: فالأصل أنه لا يجوز استعمالها، والتداوي بها، إلا في حالة الضرورة، وعدم وجود البديل المباح الطاهر، وراجعي في ذلك الفتويين: 6104، 79538.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني