الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكيفية المجزئة لغسل اليدين في الوضوء

السؤال

لي سؤال بارك الله فيكم، وأريد معرفة جوابه، وفقكم الله.
قرأت عن الوضوء بعض الصفحات، ومن ضمنها كيفية الوضوء للعلامة ابن عثيمين- رحمه الله- ولكن لم أجد تفصيل ما يلي: عند الوضوء، وأثناء غسل اليدين إلى المرفقين: فعندما أغمس يدي اليمنى مثلا بالمد هل أمرر الماء إلى اليسرى، ثم أغسل به اليمنى، يعني عندما أريد غسل اليد اليمنى أغترف الماء بها فأمرره لليسرى، ثم أغسل اليمنى باليسرى التي أصبح بها الماء، أم أغترف بيدي اليمني ثم أميل كفي المملوء بالماء على يدي نفسها، ومن ثم أغسلها؟
وهل يصح وضع اليد تحت الصنبور وغسلها في حال عدم الوضوء بالمد؟
وهل يجب فعلا-كما قال لي أحدهم- عند غسل اليدين أن يكون اتجاه الغسل من المرفق باتجاه الكفين، ولا يصح أن ترجعها بالعكس نحو المرفق، حيث قال لي ذاك الرجل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغسل يديه إلى المرفقين، فإذا وضع الماء على يده اليمنى مثلا أخذ يغسلها ممررا يديه من المرفق متجها للكفين، ولم يكن عليه الصلاة والسلام يرجع يده بالعكس.
أفيدونا بارك الله فيكم ووفقكم، وحسن الخاتمة رزقتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب في الوضوء هو إيصال الماء إلى أعضاء الوضوء على أي وجه، فلو وضع المتوضئ يده تحت الصنبور أجزأ، وكذا لو صب بإحدى يديه على الأخرى، أو غسل كفه اليمنى وأجرى الماء على بقيتها بها، والمهم أن يصل الماء إلى جميع العضو الواجب غسله؛ وانظر الفتوى رقم: 133396.

وأما البداءة بالكفين فهي مسنونة، ولو عكس فبدأ بالمرفقين أجزأ.

قال الماوردي في الحاوي: لو بدأ من المرفق إلى البنان أجزأه. انتهى.

وقيل يسن البداءة بالمرفقين إذا صب عليه غيره، والصحيح أن السنة البداءة بأطراف الأصابع مطلقا.

قال في تحفة الحبيب: ومنها -أي من سنن الوضوء- أن يبدأ في غسل يديه بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، وَإِنْ صَبَّ عَلَيْهِ غَيْرُهُ كَمَا جَرَى عَلَيْهِ النَّوَوِيُّ فِي تَحْقِيقِهِ خِلَافًا لِمَا قَالَهُ الصَّيْمَرِيُّ مِنْ أَنَّهُ يَبْدَأُ بِالْمَرْفِقِ إذَا صَبَّ عَلَيْهِ غَيْرُهُ. انتهى.

ومما ذكر يتبين أن ما قيل لك غير صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني