الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي النية الصحيحة لحفظ القرآن؟

السؤال

عندي صعوبة في الوضوء، والصلاة، فأتتني فكرة أني في إجازة الصيف أحفظ القرآن.
فماذا يجب أن تكون نيتي؟ وكيف أتجنب الرياء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تجدينه من صعوبة في الوضوء والصلاة سببه الوساوس التي تعانين منها، كما ذكرت ذلك في سؤال سابق، وكما هو واضح من هذا السؤال وأسئلة أخرى.
واعلمي أن هذه الوساوس من الشيطان ليقطع عنك عبادتك، وليدخل عليك الهم والحزن، ولا علاج خير لك من الإعراض عنه، والالتجاء إلى الله أن يكفيك شره ووساوسه.
وأمر الصلاة والوضوء من أيسر العبادات، بل إن الشريعة كلها مبنية على اليسر ورفع الحرج.
وهذه الفكرة التي جاءتك ينبغي المبادرة إلى تنفيذها في أسرع وقت ممكن؛ فإن ملازمة ذكر الله –ومنه تلاوة كتابه وحفظه- من أفضل الأسباب التي تصرف عنك كيد الشيطان ووساوسه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، إن كيد الشطان كان ضعيفا، وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه؛ ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب. انتهى.
ونيتك في حفظ كتاب الله تكون بأن تبتغي بذلك وجه الله، ومرضاته، وهدايته، وأن تعملي بأحكامه، وتؤمني بأخباره، وتستشفي بآياته، فإذا فعلت ذلك كانت نيتك صالحة، وتجنبت بذلك الرياء. فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك السوء، ويهديك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني