الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاشتغال بغير الخطبة لمن لا يفهم معانيها

السؤال

أعمل في سانغفورا، ومعظم خطب الجمعة فيها باللغة المحلية ـ بغير العربية والانجليزية ـ فهل يجوز استغلال وقت الخطبة في سماع خطبة من التلفون أو سماع القرآن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا يجوز في الأصل الاشتغال بغير سماع خطبة الجمعة لمن حضرها، لأن الاشتغال بغيرها مخالف لما جاء من الأدلة في المنع من ذلك, وكونك لا تفهم الخطبة هذا لا يبيح الاشتغال بغيرها, وما دمت تسمع الخطبة فإنك ربما فهمت منها شيئا ولو قليلا، بل أنت أولى بعدم الاشتغال بغيرها ممن حضر الخطبة وهو لا يسمعها أصلا, وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن من حضر الخطبة وهو لا يسمعها وجب عليه الإنصات أيضا بمعنى لا يشتغل بشيء آخر أثناء الخطبة كالتسبيح في نفسه ونحو ذلك, قال أبو الوليد الباجي في المنتقى: وَالْإِنْصَاتُ لِلْخُطْبَةِ وَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَهَا سَمِعَهَا أَوْ لَمْ يَسْمَعْهَا، قَالَهُ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ... اهـ.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن له أن يذكر الله ويقرأ القرآن في نفسه, قال ابن رجب في شرح البخاري: وهو قولُ علقمة وعطاء وسعيد بن جبير والنخعي والشافعي والثوري وأحمد وإسحاق. اهــ.

ولعل الأول أرجح -فيما نرى- لعموم الأدلة، ولأن الذي لا يسمع الخطبة إذا لم يشتغل بشيء آخر حصل له أجر من استمعها، وقد روى مالك في الموطأ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ قَلَّ مَا يَدَعُ ذَلِكَ إِذَا خَطَبَ: إِذَا قَامَ الْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَاسْتَمِعُوا وَأَنْصِتُوا، فَإِنَّ لِلْمُنْصِتِ الَّذِي لَا يَسْمَعُ مِنْ الْحَظِّ مِثْلَ مَا لِلْمُنْصِتِ السَّامِعِ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني