الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتعين على القادر حذف الصور المخلة للآداب

السؤال

قمت بعمل خدمة دعوية في برنامج الواتساب، وفي كل يوم يأتينا مشتركون، لكن بعض المشاركات تحتوي صورة العرض فيها على فتاة وأحيانا صورا غير لائقة، فنقوم بنصحهم ونطلب منهم تغيير الصورة، لكن بعضهم لم يقم بتغيير الصورة، فهل علينا إثم إن لم نقم بحذفهم لعدم استجابتهم لنصحنا لهم؟ أم يجب علينا حذفهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فإنه يتعين عليكم حذف الصور المحرمة عملا بالأدلة الدالة على تغيير المنكر وإزالته لمن قدر عليه، كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ.. رواه مسلم.

قال النووي في شرح مسلم: قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلْيُغَيِّرْهُ ـ فَهُوَ أَمْر إِيجَابٍ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّة، وَقَدْ تَطَابَقَ عَلَى وُجُوب الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر الْكِتَاب وَالسُّنَّة وَإِجْمَاعُ الْأُمَّة، وَهُوَ أَيْضًا مِنْ النَّصِيحَة الَّتِي هِيَ الدِّين. اهـ.

وقد جاء في الحديث: كَلَّا، وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيْ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا. رواه أبو داود.

وفي الحديث أيضا: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ. رواه أبو داود والترمذي.

قال في تحفة الأحوذي: إِنَّ النَّاسَ ـ أَيْ الْمُطِيقِينَ لِإِزَالَةِ الْمُنْكَرِ مَعَ سَلَامَةِ الْعَافِيَةِ... إلخ.

فإذا كنتم قادرين على إزالة تلك الصور وحذفها تعين عليكم ذلك مع النصيحة لأصحابها برفق وحكمة وموعظة حسنة، وانظر الفتوى رقم: 180249، عن حكم رؤية صور النساء على مواقع الإنترنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني