الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب العلم الشرعي هو سبيل قطع الوساوس

السؤال

ارتبت في صدق القرآن، ثم تبت إلى الله، ولكنني أشعر بضيق شديد، ولا أشعر بانشراح صدري، ولا أشعر بلذة في أي عبادة، وأشعر أن قلبي مثل الصخر، وأريد طلب العلم، وأحيانًا.. لا أعلم هل كنت أتساهل أم أخطئ عند تطبيقه، فما حكمي؟ وما علاج حالتي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئًا لك بالتوبة إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث، ولكننا نخشي أن يكون ما تحس به من قبيل الوساوس التي كثر منك السؤال في شأنها، وقد سبق أن ذكرنا أن علاج الوساوس الناجع ـ بإذن الله تعالى ـ هو الإعراض الكلي عنها، فاترك البحث عما سبق، فأنت قد تبت، وانتهى الأمر مهما كانت طبيعته، وعليك بمواصلة طلب العلم الشرعي، وأكثر من مطالعة كتب التفسير سهلة الأسلوب، وكتب الترغيب والترهيب، والسير، وقصص السلف، واحرص على العمل بما تعلمت، فإن في العلم المصحوب بالعمل دواء القلب من القسوة ومن وساوس الشيطان، فقد قال عبد الله بن وهب وهو من أجل تلاميذ الإمام مالك: كان أول أمري في العبادة، فقطع عليّ الشيطان بذكر عيسى ابن مريم، كيف خلقه الله، قال: فذكرت ذلك للشيخ، فقال لي ابنَ وهب: اطلب العلم، قال: فطلبته فزال عني. اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: العمل بموجب العلم يثبته ويقرره، ومخالفته تضعفه، بل قد تذهبه، قال الله تعالى: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم {الصف: 5} وقال تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة {الأنعام: 110} وقال تعالى: ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا ـ 66ـ وإذا لآتيناهم من لدنا أجرًا عظيمًا ـ 67ـ ولهديناهم صراطًا مستقيمًا ـ 68{النساء}. اهـ.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 8372، 17323، 43151.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني