الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب المرأة الطلاق من الزوج الذي اتهمها في عرضها

السؤال

زوجي يكذب في السبب الذي من أجله يريد أن يطلقني، وهو لم يحاول الإصلاح بيننا، وأشعر بالظلم الشديد الواقع عليّ، ولم يكن عادلًا معي، هذا فضلًا عن الضرر النفسي الواقع عليّ، ولا أستطيع التحمل أكثر، ولا أستطيع العيش معه؛ لأني أتذكر كلمة قالها، لها علاقة بشرفي وعرضي، مع أني بريئة مما اتهمني به، ولكنه يريد أن يكون المسكين، المخدوع، المغلوب على أمره؛ حتى يتعاطف الجميع معه، فهل أستطيع أن أطلب الطلاق؟ وما الحقوق المترتبة على كلينا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولًا أن الأصل أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق لغير مسوغ شرعي؛ للنهي الوارد عن ذلك في السنة الصحيحة، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 37112 وفيها أيضًا بيان الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق.

ومن المنكرات البينة ما ذكرت عن زوجك من الكذب، واتهامه إياك في عرضك، وشرفك، وظلمه، وإيذاؤه النفسي لك، فهذا كله - إن صح عنه - يتنافى مع ما هو مطالب به شرعًا من طيب المعاملة، وحسن العشرة معك؛ وراجعي الفتوى رقم: 20098.

ومن أهم ما نرشدك إليه بذل النصح له، واحرصي على الرفق، واللين لتؤتي النصيحة ثمارها.

ولا بأس بأن تستعيني ببعض الفضلاء، مع كثرة الدعاء، فقد يصلح الله تعالى الحال، ويزول الإشكال، فإن تم ذلك، فالحمد لله، وإن استمر الأمر على ما هو عليه، وكنت متضررة من ذلك، كان لك الحق في طلب الطلاق، ولا تعجلي إليه حتى تتبيني وجه المصلحة فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني