الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تشعر بنزول قطرة من البول ولا تعلم هل ذلك حقيقة أم لا

السؤال

منذ أشهر أعاني من مشكلة: فدائمًا أشعر بنزول بول مني، ولا أعلم حقيقة هذا الأمر، فأول ما حدث لي ذلك عندما كنت أغتسل وأردت ارتداء الملابس فشعرت بالبول، وكأني رأيت قطرة نزلت مني، ولا أعلم هل هي حقيقة أم لا، فبدلت ملابسي، ومن وقتها أصبحت أشعر بنزول بول مني، وصرت دائمًا ألبس الفوطة حتى أتأكد أن ملابسي طاهرة، وإلى الآن لا أعلم هل هذا الشعور حقيقة أم لا؟ لأنني أكون متحفظة، وهذا الأمر أقلقني كثيرًا، وتعبت منه، وأشعر بهذا الشعور كل يوم، وعندما أستنجي لا أستطيع الخروج بسرعة، وكلما أردت الوقوف أشعر بنزول بول، وأجلس لأغتسل، وسؤالي هو: في إحدى المرات وأنا أستنجي شعرت بنزول بول فغسلته مرتين... ثم خرجت للوضوء، وقلت: إنه من الوساوس وأكملت وضوئي، وعندما أتيت لأغسل رجلي رأيت قطرة تسيل من أعلى رجلي فخفت أن تكون مما شعرت به من نزول بول؛ لأنني أحسست بحركة قوية وقتها، فقلت: إنه من الممكن أن يكون من ماء الغسل، فأكملت وضوئي وصلاتي، وبقيت على هذا الحال حتى وقت غسلي الثاني، فأنا في خوف من أن يكون بولًا وتركته، وأنا فعلًا موسوسة، ولا أعلم هل هو سلس بول أم إنه من التفكير في الموضوع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت في إعراضك عن تلك الوساوس ومضيك في وضوئك وصلاتك، فطالما أنك لم تتيقني نزول البول حقيقة، فلا يلزمك شيء؛ لأن اليقين لا يزول بالشك، كما هو متقرر فقهًا، قال ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ فيمن شك في خروج المذي: وما دام عندك شك ولو قليلًا، ولو واحد في المائة لا تلتفت إلى هذا الشيء، واحمله على الوهم وأنه ليس بصحيح. انتهى.

ونوصيك بالاستمرار في الإعراض عن تلك الوساوس أولًا بأول، وعدم الاسترسال معها حتى لا تزداد، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب عليها في الفتويين رقم: 51601، ورقم: 3086.

وأما السلس: فقد ذكرنا ضابط الإصابة به في الفتوى رقم: 119395.

والأصل في الإنسان سلامته من السلس حتى تثبت إصابته به، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 71194.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني