الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكامل في الحياة الزوجية مبني على الصراحة والحوار

السؤال

هل محرم عليَّ أن لا أخبر زوجي عن شيءٍ جال في خاطري عن علاقتنا الزوجية علما أن الحياء هو ما يمنعني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فللمرأة على زوجها من الحقوق مثل ماله عليها، كما قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228].
فإذا كان الزوج مقصراً في هذه الحقوق أو غافلاً عنها، فللزوجة أن تطالبه بها وتصارحه ولا حرج عليها في ذلك، بل قد وصل الأمر ببعض الزوجات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن اشتكين أزواجهنَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يمنعهنَّ أو يعنفهنَّ، فهذه زوجة أبي سفيان قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، فهل عليَّ جناح أن آخذ من ماله سرّاً ؟ قال: خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف. رواه البخاري.
وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءته امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين، إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل وأنا أكرهُ أن أشكوهُ وهو يعملُ بطاعة الله، فقال لها: نعم الزوج زوجك، فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجواب، فقال له كعب بن سورٍ الأسدي: يا أمير المؤمنين، هذه امرأةً تشكو زوجها في مباعدته إيَّاها في فراشه. فقال له عمر رضي الله عنه: كما فهمت كلامها فاقضِ بينهما، فقال كعبٌ عليَّ بزوجها، فأُتي به، فقال: إن امرأتك تشكوك، فقال: أفي طعام أو شرابٍ؟ قال: لا في واحد منهما، فقالت: المرأة من الرَّجَزِ.
يا أيها القاضي الحكيم رُشْدُهُ === ألْهى خلِيلِي عن فرَاشِي مَسْجِدُهْ
زهَّدَهُ في مضجعي تَعبُّدُهُ === نهارُهُ ولَيلُهُ ما يرقُدُهْ
فَلَسْتُ في أمرِ النساء أحمدُهْ === فاقضِ القضاء يا كعبُ لا تُرَدِّدُهُ
فقال الزوج: مِنْ الرَّجَزِ:
زهَّدني في فرشِها وفي الحجَلْ === أنِّي امرُؤٌ أذهلني ما قد نزل
في سورة النحل وفي السبع الطُّولْ
=== وفي كتاب الله تخويفٌ جللْ
فقال كعب: مِنْ الرَّجَزِ:
إنَّ لها حقّاً عليك يا رجُلْ === نصيبُها في أربعٍ لمنْ عقل
فأعطِها ذاك ودع عنك العللْ
ثم قال له: إن الله قد أحلَّ لك من النساء مثنى وثلاث ورباع، فلك ثلاثة أيام ولياليهنَّ تعبدُ فيهنَّ ربك، ولها يومٌ وليلةٌ، فقال عمر لـ كعب رضي الله عنهما: والله ما أدري من أي أمرَيك أعجبُ! أمن فهمك أمرهما ؟ أم من حكمك بينهما ؟ اذهب فقد وليتك القضاء بالبصرة. انتهى
هذا وليعلم الزوجان أن تحقق التكامل في الحياة الزوجية ينبني على الصراحة والحوار فلا يضيقنَّ أحدٌ به، ففيه خيرهما ودوام عشرتهما.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني