الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم من اغتاب أمامي، ولم أنصحه؟ وحكم الإنكار سرًّا

السؤال

ما حكم من اغتاب أمامي، ولم أنصحه، ولكني بعد وقت طويل تذكرت أنه اغتاب، ولكني نسيت ما قاله بالضبط، وأخشى من الشخص الذي اغتابه أمامنا؟
سؤالي الثاني: لو كانت الغيبة من معلمنا فكيف نوقفه؟ وماذا لو ذهب أحد الطلاب لنصحه سرًّا بعد أن اغتاب؟ وما الأفضل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

أولًا: كان الواجب الإنكار على المغتاب بالأسلوب الحسن المناسب؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. أخرجه مسلم.

وقد ذكرنا طرفًا من آداب النصح في الفتوى رقم: 13288.

فإذا لم تستطيعي الإنكار، أو أنكرت عليه واستمر في الغيبة، وجبت حينئذ مفارقته؛ وانظري الفتوى رقم: 226435.

والواجب الآن التوبة من الغيبة، وسواء في ذلك المغتاب أم من حضرها ولم ينكر عليه دون عذر؛ وانظري الفتوى رقم: 231646 وإحالاتها.

وبخصوص استحلال من اغتيب، فإنه يكفيك والحال ما ذكر أن تتحللي منه تحللًا عامًا، بل أكثر العلماء على أنه يكفي الاستغفار له، والثناء عليه بالخير، وراجعي الفتويين: 215656، 171183 وما أحيل عليه فيها.

ثانيًا: الأصل أن إنكار المنكرات من غيبة، وغيرها يكون على الفور، لكن إن كانت هناك مصلحة شرعية في تأخير الإنكار، ككونه أدعى للقبول، أو كان الإنكار عليه علانية سيزيده إصرارًا، وتماديًا في الغيبة، أو سيؤدي إلى منكر أكبر، ونحو ذلك من المفاسد، فحينئذ يشرع تأخير الإنكار، والاكتفاء بنصحه سرًّا، وانظري الفتوى رقم: 129284.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني