الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحساس المرأة بالجماع لا يوجب ترك الصلاة

السؤال

أنا امرأة مطلقة أبلغ من العمر 33 عامًا، وسؤالي عن تأثري حين تركيزي على سماع القرآن الكريم، فأشعر بوخز في أجزاء معينة من جسدي، وخاصة في نصف جسمي الأيمن، وكأن شيئًا يمشي داخل جسمي، وأحاول الضغط على نفسي، والاستمرار في الاستماع، فيزداد هذا الوخز والتنميل ليشمل جميع نصفي الأيمن، بدءًا من عيني ورقبتي، وباطن قدمي، فأشعر فيه بألم شديد، ومع طول مدة الاستماع يبدأ هذا التنميل والوخز في بقية جسمي بصورة أقل، وأشعر في بعض الأحيان أن هناك شخصًا يجامعني، وخاصة ليلًا مما ينفرني من النوم، وأظل طول الليل مستيقظة خوفًا من تكرر الأمر، وأجلس طول الوقت في غرفتي بعيدًا عن أهلي؛ لدرجة أنني لا أطيق الجلوس معهم، وأنفر منهم، ولا أعرف ما هذه الحالة التي أصابتني، فبالله عليكم ساعدوني، ماذا أفعل؟ وكيف السبيل للخروج من هذا الشعور؟ علمًا أنني أحفظ من القرآن الكريم أكثر من ثلاثة وعشرين جزءًا، وأصبحت لا أداوم على صلاتي؛ لأنني أشعر أنني لا بد أن أغتسل لكل صلاة، وازدادت تعليقات أهلي حول اغتسالي كثيرًا، فأرجو منكم أن تساعدوني حتى لا أفقد إيماني، وقربي من الله -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لنا ولك العافية، ونهنئك على ما حفظت من القرآن، ونؤكد عليك تأكيدًا بالالتزام بالصلاة، فإنه لا يجوز ترك الصلاة بأي حال، وينبغي لك أن لا تتركي تلاوة القرآن وسماعه، بل واظبي عليها، فإن القرآن هو أحسن ما يتعبد به، ويتحصن به ويدعى به، وليس عندنا ما نجزم به في هذا الموضوع، ولكنا ننصحك بمراجعة الأطباء، ومن علم نفعه من الرقاة المعروفين بالتمسك بالسنة، والاعتقاد السليم، وبالمواظبة على التعوذ، والتحصينات الربانية، والإكثار من الدعاء بالسلامة مما تخافين.

وأما عن الإحساس بالجماع: فإذا كان يحدث وأنت نائمة ـ كما هو الظاهر من السؤال ـ فإن هذا فيما يظهر حلم، والمرأة تحتلم كما يحتلم الرجل، فترى في منامها أنها تُجامَع، والاحتلام لا يؤاخذ عليه الشخص، ولا يوجب ترك الصلاة، فالواجب عليك الصلاة في وقتها، لكن إذا رأيت منيًّا بعد الاحتلام وجب عليك الغسل؛ لحديث أم سليم: أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: نعم، إذا رأت الماء. متفق عليه.

وفي صحيح البخاري عن أم سلمة: أن أم سليم قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت؟ قال: نعم، إذا رأت الماء، فضحكت أم سلمة، فقالت: تحتلم المرأة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبم يشبه الولد؟.

وإذا لم تري أثرًا للمني، فلا غسل عليك، وعليك أن تلازمي أذكار الصباح والمساء، والنوم، والاستيقاظ، وتكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقد قدمنا أسباب السلامة من شر الشياطين في الفتاوى التالية أرقامها: 33860، 51475، 58076.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني