الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة الكفار والفسقة من النصح كما دل على ذلك القرآن

السؤال

هل الجهاد بالقول والبيان لغير المسلمين والفسقة هو النصح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النصح هو إرادة الخير للمنصوح، وأهم الخير الذي يراد لهؤلاء هو السعي في هدايتهم، ودلالتهم على الحق وبيانه, ويدخل في النصح نصح الكفار، والفساق كما أخبر الله عن نوح، وهود، وصالح، وشعيب في نصحهم لأممهم الكافرة كما في قوله عن نوح: أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:62}، وقوله عن هود: أبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ {الأعراف:68}، وقوله عن صالح: فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ {الأعراف:79}، وقوله عن شعيب: فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ {الأعراف:93}.

وأخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم عن النصيحة لعامة المسلمين في حديث تميم الداري- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال:" لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم" وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني