الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من بر الوالد عدم طاعته إذا أمر بمنكر

السؤال

والدي دائماً يعارضنا أنا وإخوتي في أمورنا الدينية وهو دائم الدعاء علينا بدون أي سبب ويطلب منا القيام بأشياء غير معقولة مما أدى إلى إصابتنا بأمراض نفسيه فقررت عدم محادثته.فهل ما فعلته من الصواب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أوجب الله على الأبناء البر بآبائهم والإحسان إليهم بالمعروف ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، لقول الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23].
وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً [العنكبوت:8].
وقال سبحانه: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً [الأحقاف:15].
وفي الحديث: إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم. رواه أحمد.
فدلت هذه النصوص على وجوب بر الوالدين والصبر على أذاهما وتحمل ذلك رغبة في الحصول على ما عند الله من الأجر والثواب.
وبهذا يعلم - السائل وإخوته - مكانة أبيهم ووجوب بره عليهم، وليحذروا من العقوق، فإنه من أعظم الكبائر جرمًا عند الله سبحانه، ولا شك أن المقاطعة محرمة في حق المسلم لأخيه المسلم، فما بالك بها إذا كانت مع أحد الوالدين، وعلى هذا فننصح - الأخت السائلة - بكسر الحواجز بينها وبين أبيها ونصحه ورشده باللين والرفق، ولكن لا يعني هذا الاستجابة له إذا أمر بمعصية، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، بل إن من بر الوالدين توجيهه ونصحه وعدم طاعته إذا أمر بمنكر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني