الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حفظ سورا من القرآن ثم نسيها

السؤال

حفظت من القرآن الكريم من جزء عم إلى سورة الأحزاب، ولكنني نسيت ما حفظته، فهل يجب علي أن أحفظه من جديد؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسيان القرآن فيه تفصيل لأهل العلم، فإن كان لإهمال مراجعته، فإن ذلك من الذنوب التي على المسلم أن يحذر منها، ويبادر بالتوبة مما حصل منها، فقد روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عُرِضَت عليَّ أُجورُ أمَّتي حتَّى القَذَاةُ يُخرِجُها الرجلُ من المَسجِدِ، وعُرِضَت علىَّ ذُنوبُ أُمَّتي فلم أَرَ ذَنباً أعظَمَ من سُورةٍ من القُرآنِ أو آيةِ أُوتيَها رجلٌ ثمَّ نَسِيَها. وقد تكلم أهل العلم في سنده.

وقال ابن حجر في الفتح: واختلف السلف في نسيان القرآن، فمنهم من جعل ذلك من الكبائر، وأخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفاً قال: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه، لأن الله يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

وإن لم يكن ذلك بسبب الإهمال والترك، وإنما كان بسبب الانشغال في ضروريات الحياة أو لضعف الذاكرة وسوء الحفظ فإنه لا إثم فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وانظر الفتوى رقم: 59016.

وعلى أية حال، فإنه ينبغي أن تجتهد في استرجاع ما حفظته، وتزيده ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني