الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إطلاق البصر محرم في ذاته

السؤال

معروف أن النظر حرام لأنه طريق إلى الزنا، لكن إن لم يؤد إليه فما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم يحرم عليه أن ينظر إلى ما حرم الله، لأنه يعرضه لسخطه وعقابه، والله تعالى حرمه في محكم كتابه، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور: 30 - 31]، والله تعالى أعلم بقلوب عباده وخواطرهم.

وقد وجه الأمر بغض البصر وحفظ الفرج إلى عباده الذين وصفهم بالإيمان، لأن من شأن المؤمن أن يكون مصغياً لخطاب الله، ومستعداً لامتثاله بما فيه من الأمر والنهي، وهو على يقين من أن ذلك تتوقف مصلحته عليه عاجلاً وآجلاً.

والله تعالى خلق عباده لطاعته لا لعصيانه، وخلق الحياة والموت ليختبر عباده، قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2]، والرسول صلى الله عليه وسلم حرم النظر إلى ما حرم الله، وقد جعل امتثال سنته سبباً لمحبته تعالى ومغفرته، قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 31].

فاتق الله تعالى، وغض طرفك عن الحرام، فإن الله يقول: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36].

واستعذ من الشيطان، فإن الله يقول: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، واشتغل بقراءة كتاب الله والصلاة والاستغفار، وتزود بعمل صالح للآخرة، فإن الله يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5].

وفقنا الله وإياك لطاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني