الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف مع الزوجة الرافضة لتغطية وجهها وكفيها

السؤال

شيخي الكريم: الإخوة القائمون على الموقع، جزاكم الله جمعيا عنا خير الجزاء على ما تقدمونه في هذا الموقع المبارك.
أما بعد:
سأحاول أن أختصر قدر الإمكان.
سؤالي كالتالي: تعرفت على فتاة عبر الإنترنت عن طريق أحد المواقع الخاصة بالزواج، وتحدثنا فترة نتعرف فيها على بعضنا البعض، لكن الله يشهد على أنه لم يكن بيننا إلا ما يرضي الله، ثم قررت أن أقطع محادثتي معها عبر النت، وأرسلت أهلي لكي أخطبها من أهلها، وسبحان الله أراد الله لهذا الزواج أن يتم، وأنا الآن متزوج منذ سنة ونصف تقريبا, والآن أصبح لدي ولد عمره 4 أشهر، لكن بدأت بعض المشاكل تظهر، وأهمها وجهات النظر المختلفة في موضوعات كثيرة شرعية، وأهمها اللباس الإسلامي، وتغطية الوجه والكفين، فزوجتي مقتنعة أن غطاء الوجه والكفين فقط لنساء في مناطق معينة فقط مثل السعودية، وغيرها من دول الخليج، وهي مقتنعة تماما أن الموضوع هو فقط موضوع عادات اجتماعية، وليس موضوعا شرعيا، وهي ترفض الفكرة بأي شكل. حاولت أن ألمح لها أنه فرض، وأنه يجب على النساء كلهن التزام الحجاب الشرعي، وتغطية الوجه والكفين.
أحيانا أعود لأذكر الموضوع، وأحيانا أخرى لا؛ لكي لا أكون من المنفرين, مع العلم أنني لم أشترط عليها في بداية الزواج على تغطية الوجه والكفين. قلت لنفسي مع الوقت إن شاء الله أقنعها, لكن الآن وفي سوريا عندنا الفساد، والفتنة في كل مكان وأنا أشعر بحزن شديد على واقعنا، ومن هذا الباب أحاول أن لا أكون من أهل الفتنة، فألزم زوجتي بأن لا تخرج وحدها أبدا إلا للضرورة القصوى، ومع والدتها حصرا، وهي لا تخرج وحدها تقريبا, لكن موضوع غطاء الوجه هو الأهم. وأنا الآن محتار هل أشترط عليها غطاء الوجه والكفين الآن بعد ما وصلنا إليه، أو أن أفارقها للأبد؟ فمهما كان الحب قويا إلا أن حبي لله وشرعه، وسنة نبيه أقوى وأهم، وأنا محتار صراحة، وأطلب العون من الله أولا، ثم من أهل العلم أمثالكم.
وهل أأثم إن كانت هي تخرج كاشفة الوجه؟
إن طلقتها بسبب كشف الوجه. هل أكون قد ظلمتها على أساس أنني لم أشترط عليها غطاء الوجه، وقد قالت لي بعد الزواج إنه قد تقدم إليها كثير ممن اشترط عليها غطاء الوجه، فرفضت.
أنا الآن أقع في حيرة، خصوصا وأن غايتي الأهم رضا الله، وتربية ابني على الكتاب، والسنة، وإخراج جيل ينصر دين الله، ويحيي سنة نبيه لكن أشعر أن زوجتي لا تساعدني في هذا الجانب.
وهل الزواج بأخرى دينها أقوى، وتغطي وجهها وكفيها يمكن أن يكون هو الحل، وأن تساعدني وتوجهني في نصيحة الزوجة الأولى، مع العلم أن قدرتي المادية لا تتحمل الزواج من أخرى، إلا إن كان لها منزل، ووافقت على أن يكون السكن من عندها.
ملاحظة: ربما يسأل من قرأ سؤالي نفسه: إذا كنت مقتنعا بغطاء الوجه والكفين كيف تتحدث عبر أجنبية على الإنترنت وتختلي بها!
أقول بكل بساطة: مع بداية الثورة المباركة في أرض الشام الحبيبة، لم أكن ملتزما بكتاب الله، وسنة نبيه. وبسبب الثورة، وما رأينا وعايشنا بدأت بالتغير تدريجيا، إلى أن منَّ الله علي وتغيرت كثير من الأمور، واختار لي ربي أن أرى حقيقة ديننا العظيم، وأحاول الآن أن أصلح نفسي قدر المستطاع، وأن أربي أولادي على الكتاب والسنة إن كنت من أهل الدنيا، وأحياني الله سبحانه.
أعتذر عن الإطالة، لكن الموضوع هام جدا.
أرجو منكم المساعدة في أقرب وقت.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فوجوب ستر المرأة وجهها عن الأجانب –عند أمن الفتنة- محل خلاف بين أهل العلم، والمفتى به عندنا الوجوب.
فإن كنت ترى وجوب ستر المرأة وجهها، فلا يجوز لك أن تأذن لزوجتك بالخروج سافرة الوجه، ولا عبرة بكونك لم تشترط عليها ذلك عند العقد، فإنّ طاعة الزوجة لزوجها في المعروف واجبة، ولا حاجة لاشتراطها، فهي ثابتة بالشرع، وقد سبق أن بينا أنه يجب على الزوجة طاعة زوجها إذا أمرها بستر وجهها؛ وراجع الفتوى رقم: 62866

وإذا لم تطعك زوجتك في ستر وجهها، أو غير ذلك من الطاعة الواجبة عليها، فاسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج، فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد فالضرب غير المبرح، وإذا لم تطعك في ستر وجهها عن الأجانب فطلقتها، فلا تكون ظالماً لها بذلك؛ وانظر الفتوى رقم: 129428.

وإذا قدرت على الزواج بأخرى، فلا مانع من ذلك بشرط العدل بين الزوجتين.

أما كون زواجك بأخرى يفيد في إصلاح الزوجة الأولى، فهذا يختلف باختلاف الأحوال، وقد لا يفيد، بل ربما تترتب عليه مفاسد أكثر، وننصحك به أن تتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني