الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعالي على العصاة.. الجائز والممنوع، وسبل ردعهم عن منكرهم

السؤال

هناك ظاهرة منتشرة منذ فترة طويلة، والآن أصبحت منظر العام للدولة فيما يعرف بالسرسجية ـ مجموعة من الفئات العمرية يلبسون ملابس متواضعة، ومعظمهم يشربون الحشيش والممنوعات ويرقصون مثل المجانين ويعاكسون الفتيات ويصل الاْمر أحيانا منهم إلى الاغتصاب والسرقة والقتل وهم شر من ذلك مع اْهليهم واْزواجهم ولا يصلي منهم اْحد ولا يعرفون إلا شهادة: لا إله إلا الله فقط ـ وصراحة أجد في قلبي تكبرا عليهم، لاْن حالي اْفضل منهم من ناحية الشكل والمال وطاعة الله واْتعالى عليهم وعلى اْمثالهم واْصفهم بالحثالة واْريد قتلهم بسبب معامتلهم السيئة مع الفتيات وضربهم لاْهليهم لسرقة المال لشراء البرشام رغم اْن معظم ذنوبهم لا يستحقون عليها القتل؟ فما الحل؟ وكيف نتصرف معهم؟ وهل استحقارهم والنظر إليهم بعين التعالي، لأنني أفضل منهم على المستوى الديني والمالي حلال؟! مع العلم اْنني لا اْبالغ فهم فعلا لا يعرفون من الدين إلا الشهادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهؤلاء المذكورون في السؤال مع إجرامهم وسوء أعمالهم وفظاعتها، يحتاجون إلى من يستنقذهم من الضلالة، وينصحهم ويدعوهم إلى الله تعالى، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، قبل التفكير في معاقبتهم، فإن لم يستجيبوا للنصيحة ويكفوا عن منكراتهم وجب على من له قدرة وسلطان أن يأخذ على أيديهم وينزل بهم ما يناسبهم من أنواع العقوبات الرادعة! وأما أن يفكر آحاد الناس في قتلهم، فهذا لا يشرع، لحرمته في ذاته، ولما يترتب عليه من أنواع الفوضى والفساد.
وأما مسألة احتقارهم ومعاملتهم بنوع من التعالي: فهذا يختلف بحسب حالهم وبحسب الباعث على تلك المعاملة.. فالتكبر على المجاهر بالمعاصي، المتمادي في الغي، إنكارا لمنكره، وإظهارا لكراهته، وتنبيها لصاحبه، وغيرة على الدين وحرماته، ونحو ذلك، فهذا مما يُحمد ويُؤجر عليه صاحبه، بخلاف من يفعل ذلك ترفعا وإعجابا بنفسه ورؤية لشخصه،
وقد سبق لنا بيان وسائل ومراتب وشروط وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فراجع الفتاوى التالية أرقامها: 36372، 17092، 26058.

وراجع في ما يحسن فيه استعمال الغلظة والقوة لإنكار المنكر، الفتوى رقم: 169937.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 227920، ورقم: 24718.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني