الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقويم الأسنان.. ومدى تأثيره على صحة الغسل والوضوء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل وضع التقويم على الأسنان يعتبر عازلاً للوضوء مع العلم أن الطبيب يستخدم مادة لاصقة لتثبيت التقويم على الأسنان وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فوضع ما يسمى بالتقويم على الأسنان - وهو عبارة عن شيء يوضع لتثبيتها- جائز، ولا يمنع صحة الطهارة الكبرى -الغسل- ولا الصغرى -الوضوء- ولو كان عازلاً للماء عن الأسنان، لأن المضمضة والاستنشاق سنة في الوضوء والغسل عند الجمهور أهل العلم، فلو تركهما بالكلية صحت طهارته.
والقائلون بوجوبهما في الوضوء والغسل -كما هو المعتمد في مذهب الحنابلة- لا يشترطون وصول الماء إلى جميع أجزاء الفم والأنف، بل يستحبون ذلك فقط، قال ابن قدامة في المغني: ولا يجب إدارة الماء في جميع الفم ولا إيصال الماء إلى جميع باطن الأنف، وإنما ذلك مبالغة مستحبة في حق غير الصائم. وأما القائلون بوجوبهما في الغسل دون الوضوء -وهم الحنفية- فقد نصوا على وجوب استيعاب أجزاء الفم والأنف بالماء، قال في رد المحتار: فالمضمضة اصطلاحاً: استيعاب الماء جميع الفم. إلا أنهم استثنوا ما فيه مشقة أو حرج.
وعليه؛ فيسقط وجوب غسل ما تحت مقوِّم الأسنان والمادة اللاصقة للحرج والمشقة، سواء كان ذلك في الوضوء أو في الغسل، ويكفي إمرار الماء فوق مقوم الأسنان، وما غطاهما من لاصق، لقول الله تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج وقال تعالى: لا يكلف الله نفساً إلا وسعها
والمقرر عند أهل العلم أن الأمر إذا ضاق اتسع، وأن المشقة تجلب التيسير.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني