الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر العين على الجمادات والمزارع والمصانع والوقاية منها

السؤال

هل يمكن أن تصاب الجمادات بالسحر أو العين أو الحسد؟ وإذا كانت تصاب فما هي طرق حمايتها؟ وكيف أحمي نفسي أو غيري من السحر والعين والحسد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يكثر الحديث بين الناس عن استخدام السحرة والسحر لجلب المال وسرقته، فيصاب الجماد كالمتاجر والمؤسسات بالسحر.

وأما العين، فإنه قد ثبت تأثيرها على المزارع والمراكب وغيرها كما تؤثر على الانسان، ويشرع التحصين والحماية بسؤال الله العافية، وبالرقية، وقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وقد كان السلف الصالح إذا دخلوا بيوتهم أو رأوا ما يعجبهم من أموالهم قالوا: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، يتأولون قول الله تعالى: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ {الكهف:39}، نقل ذلك عن الإمام مالك، وشيخه ابن شهاب وعروة. نقل هذه الآثار القرطبي في التفسير، والسيوطي في الدر المنثور وغيرهما.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله، أو ماله، أو ولده فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله ـ وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة ـ يعني قوله تعالى في سورة الكهف: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا {الكهف:39}. اهـ.

وقال الجصاص في الأحكام: وقد أفاد أن قول القائل منا: ما شاء الله، ينتظم رد العين وارتباط النعمة وترك الكبر؛ لأن فيه إخبارا أنه لو قال ذلك لم يصبها ما أصاب. اهـ.

وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين، فليدفع شرها بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: ألا بركت عليه ـ أي: قلت: اللهم بارك عليه، ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئاً يعجبه، أو دخل حائطاً من حيطانه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. اهـ.

وقد ورد سؤال للشيخ ابن جبرين في رقية السيارة ونصه: أخبرنا أحد القراء أن أحد الأشخاص عاين سيارته فطلب القارئ من العائن أن يتوضأ وبعد ذلك قام هو بأخذ هذا الماء ووضعه في رديتر السيارة فتحركت السيارة وكأنها لم يكن بها شيء، فما حكم عمله هذا؟ وذلك لأن الذي أعرفه في السنة هو أخذ غسول العائن في حالة إصابته لشخص آخر.

فأجاب رحمه الله: لا بأس بذلك فإن العين كما تصيب الحيوان فقد تصيب المصانع والدور والأشجار والصنيعات والسيارات والوحوش ونحوها. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني