الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحق للزوج أن يسكن مع زوجته أحداً من أهله في مسكن واحد مشترك المرافق

السؤال

تزوجت منذ سبع سنوات، واشترط والدي سكنا مستقلا، وبعد سنة من زواجي طلب مني زوجي تأجير بيتنا إجار حج فرفضت، فطلب مني دخول والديه وهم كبار السن فقبلت، ولكن حصلت مشاكل من والدته أوشكت على الطلاق والتحريض عليه؛ لأن مكوثهم في البيت قارب الشهر والنصف، وعاداتهم لا تتوافق مع عاداتي، ولأسباب لا يعلمها إلا رب العالمين لا تطيق نفسي تحملها، فرفضت بعد ذلك دخولهم درءا للمشاكل، وحفاظا على بيتي.
بعد ذلك دخلوا بيتي ثلاثة أسابيع وتحملت، وبعدها تقريبا كل عام تحصل مشاكل بخصوص هذا الموضوع، أهل زوجي يؤجرون منزلهم للحصول على المال، مع العلم أنهم ليسوا بحاجة له، ويطلب زوجي مني أن يمكثوا في بيتنا، وعندما أرفض تحصل المشاكل، وأدخلهم المنزل هذا العام رغما عني في مجالس منفصلة، ولكن الباب بيني وبينهم معظم الوقت مفتوح؛ لأن المطبخ مشترك بيننا، والتزمت الصمت غصبا؛ لأن الكلام لا يجدي نفعا، ومع هذا إخوته الرجال وأبناء أخته يمرون في البيت، والباب بيني وبينهم مفتوح، ويقول لي البسي العباءة أو اجلسي في غرفتك، علما بأني أواجه إخوته بداعي تحركي بين غرفتي وغرفة أولادي، أو خروجي من الحمام ـ أكرمكم الله ـ ومع هذا يضغط علي زوجي لكي لا أتكلم، وعندما أبوح بما في نفسي يقول: أنت ومن خلفتهم ـ يقصد أبناءه ـ لا تساوون شيئا عند أمي وأبي، ويقول أمي وأبي الجنة، وأنت تدلينني على النار، ويقول: من في البيت لم يصدر منهم شيء وأنت المجنونة، ويدعي لسلايفي التوفيق وأنا مريضة نفسيا، وأنا لا أستطيع التحمل، أريد الاستقلالية، وأهله ووالداه يسكنون أصلا على بعد ثلاثة أمتار عن بيتي، ويدخل عليهم في اليوم كما يدخل علي وأولادي.
أرشدوني لفعل الصحيح إن كنت مخطئة، وانصحوا زوجي إن كان هو المخطئ.
جزاكم الله خيرا، وأرجو الرد السريع؛ لأن هذا الموضوع أثر على علاقتي الزوجية، ولمصلحة الأولاد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق الزوجة أن يكون لها مسكن مستقل مناسب، ولا يحقّ للزوج أن يسكن معها أحداً من أهله في مسكن واحد مشترك المرافق، وانظري الفتوى رقم: 189625.
وعليه، فنصيحتنا لزوجك أن يتقي الله، ويعاشرك بالمعروف، ويوفر لك مسكناً مستقلاً، ولا يجوز له أن يسكن إخوته معك في مسكن مشترك المرافق؛ لما في ذلك من التعرض للمفاسد ووقوع الحرج عليك.
وننصحه أن يجمع بين بر والديه وصلة رحمه وبين إحسان عشرة زوجته وأداء حقوقها، فلا يجوز له أن يبر والديه ويصل رحمه بظلم زوجته، وراجعي الفتوى رقم: 66448.
وننصحك بالصبر والتفاهم مع زوجك بحكمة ورفق، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني