الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم راتب من غش في امتحان الشهادة التي توظف بها

السؤال

أود أن أطرح مشكلتي التي ستدمر حياتي: إنا أخاف الله كثيرا، وأتقيه في أعمالي -والحمد لله-، ولكن أعاني من الوسوسة الشديدة جدا لدرجة أني لا أفرق بين وسوسة الشيطان وتقوى الله.
أخبرني خاطبي بأنه كان يغش في امتحاناته الجامعية وما قبلها، وكان يطلب من شخص أن يعمل له بحوثه الدراسية، ويشتريها بالمقابل، وبدأ الشيطان يوسوس لي من جديد! فما حكم راتب خاطبي؟
قرأت في بعض الفتاوى: أنه إذا أدى عمله فإن ما يستلمه يعتمد على عمله. ولكن كثيرا ما أقرأ أن عليه التوبة، ولا أعرف هل سيتوب أم لا؟ وأوسوس كيف سيتوب؟ وهل سيندم على فعلته؟
سؤالي: هل تشترط توبته لكي يكون راتبه حلالا؟
وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يزيدك هدى، وأن يباعد بينك وبين الوسوسة، واعلمي أن من شأن المؤمن التجافي عن تزكية نفسه، والثناء عليها، كما قال تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم:32}، فقولك (أنا أخاف الله كثيرا، وأتقيه في أعمالي -والحمد لله-) مما لا ينبغي.

وبالنسبة لما سألت عنه: فإن الذي غش في الامتحانات ونحوها إذا كان يتقن الوظيفة التي يعمل بها, ويؤديها على الوجه المطلوب, فلا حرج عليه فيما يأخذه من راتب, ولا يؤثر فيه كونه غش في بعض الامتحانات.

فقد سئل الشيخ/ ابن باز: رجل يعمل بشهادة علمية وقد غش في امتحانات هذه الشهادة، وهو الآن يحسن هذا العمل بشهادة مرؤوسيه، فما حكم راتبه هل هو حلال أم حرام؟ فأجاب: لا حرج -إن شاء الله-، عليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش، وهو إذا كان قائما بالعمل كما ينبغي فلا حرج عليه من جهة كسبه؛ لكنه أخطأ في الغش السابق، وعليه التوبة إلى الله من ذلك. اهـ. من مجموع فتاواه.

وراجعي الفتوى رقم: 31995.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني