الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاشتراك والتربح من موقع تظهر فيه إعلانات محرمة

السؤال

منذ زمن قرأت عن موقع https://bitly.com
وهو موقع يضع فيه أعضاؤه روابط هم من أنشأ المحتوى الموجود بها، ويتم تحويل رابطهم إلى رابط جديد عند الضغط عليه، وتفتح صفحة قبل الدخول للصفحة المقصودة يظهر بها عد تنازلي 10 ثواني تقريبا، ثم يظهر زر تخطي يحول الزائر إلى الرابط الأساسي، وأثناء الـ 10 ثواني يظهر إعلان يدفع صاحب الإعلان مبلغا ماليا لصاحب الرابط، وأصحاب الإعلانات من جميع أنحاء العالم، فقد تظهر إعلانات مخلة بالآداب أو أي شيء سيء، وأظن بأن صاحب الرابط لا يتحكم في نوعية الإعلانات، وشعار الموقع: "صورة نحلة" أي: أنها من ذوات الأرواح.
كنت قد تركت هذا الموقع للأسباب المذكورة أعلاه، ومنذ وقت قصير رأيت أحد رجال الدين قام باستعماله، فهل الأمر فيه سعة ولا بأس في استعماله (من ناحية كون المال حلالا)؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تسألين عن حكم الانتفاع بالموقع فيما هو مباح: فلا حرج فيه، ولو عرض لك أثناء استعراض الروابط المقصودة شيء محرم فعليك غض بصرك، وتجاوز ما لا يجوز. وأما لو كان قصدك وضع الروابط به، والتربح من خلال عرض الإعلانات: فلا بد من التحكم فيها لتكون مما يجوز عرضه، والترويج له، وأما عند عدم التحكم والتمكن من فلترة الإعلانات المحظورة فلا يجوز ذلك؛ لما قد يترتب عليه من الإعانة على الإثم والعدوان بالدعاية للشركات والمواقع المحرمة، كالشركات الربوية، ومحلات بيع الخمور، وأماكن الدعارة، وغير ذلك مما لا تجوز الإعانة عليه، ولا الترويج له، ولا يخفى أن الإعلان عن هذه المذكورات وأشباهها أمر شائع منتشر، بل غالب، فوجب التحرز والتوقي من الإعانة عليه. وانظري الفتوى رقم: 172741.

والتعلل بفعل من يظن به الخير لا يكفي في ذلك؛ لأنه قد يكون أخطأ، وهو غير معصوم من الخطأ، ونسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه، وعن سائر المسلمين، وإما أن يكون له فيه من التعليل والعذر ما لا ينطبق على غيره، وهكذا من المحامل والمخارج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني