الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقية الشرعية من الحسد يشرع للعبد فعلها سواء كان مصابًا أم لا

السؤال

فجأة ظهر لي طفح جلدي في جسمي كله وأنا بالعمل، وجسمي كأنه يشتعل نارا، فذهبت للطبيب في ساعتها، فكتب لي حقنا، وذهبت الحبوب من وجهي وجسمي، ولكن بعدها بيوم ظهرت كلها في كل مكان بجسمي كأن عندي حصبة! مع أن الحصبة جاءتني وأنا صغيرة، والطبيب قال لي: هذا طفح جلدي، وحساسية حادة، وليست حصبة.
فماذا أعمل لو كان هذا حسدا؟ وكيف يعالج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لنا ولك العافية، وننصحك بأن تهوني الأمر على نفسك؛ فقد يكون الموضوع لا علاقة له بالحسد، ويمكن علاجه بالاستغفار، والدعاء أوقات الاستجابة، وإن أمكنك تحصيل شيء من زمزم، فتقرئي عليه قبل الشرب فاتحة الكتاب، فإن فيهما نفعًا عظيمًا مجربًا، كما ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد، فقد قال في كلامه على الفاتحة: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارًا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع.

وعليك بالإكثار من الصدقات على المحتاجين، وتفطير الصائمين؛ لعل دعوات صالحة منهم تفيدك ـ بإذن الله ـ، وقد ذكر البيهقي في شعب الإيمان: أن عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله ـ سأله رجل: يا أبا عبد الرحمن، قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنواع العلاج، وسألت الأطباء فلم أنتفع به! فقال: اذهب فانظر موضعًا يحتاج الناس إلى الماء، فاحفر هناك بئرًا، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرئ.

قال البيهقي: وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله ـ رحمه الله ـ فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة، فلم يذهب وبقي فيه قريبا من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس بأنها عادت إلى بيتها، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه يقول لها: قولوا لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين، فجئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها، وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين. اهـ.

ويمكنك استشارة إخواننا في قسم الاستشارات الطبية والنفسية؛ لعلهم يرشدونك لما يفيدك في الموضوع.

ثم إن الرقية الشرعية من الحسد يشرع للعبد فعلها سواء كان مصابًا أم لا، وقد قدمنا الرقية بالفتوى رقم: 80694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني