الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شك في خروج المذي منه هل يلزمه التفتيش للتأكد من صحة الأمر

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة. أعاني منذ مدة طويلة من المذي، أو الودي وينزل باستمرار، وملابسي الداخلية تتضرر من ذلك. أخاف كثيرا أن ينقض هذا صلاتي، ووضوئي. في كثير من الأحيان وأنا في الجامعة، أو في طريقي للصلاة أشعر بنزول المذي، ولكن يشق علي التحقق من ذلك، وأصلي بالرغم من شكي، ولكن بعد الصلاة أتوجه إلى دورة المياه، وأكتشف أن المذي نزل بالفعل.
ما حكم صلاتي في هذه الحالة؟ هل علي إعادتها، علماً بأني أعاني كثيرا من هذا الموقف؟
أيضاً، أحيانا أشعر بنزول المذي في وسط اليوم، ولا أتحقق من ملابسي الداخلية بسبب تعبي النفسي من هذه المشكلة، ولكن بعد صلاة العشاء (مثلاً) أتحقق من ملابسي، وإذا بالمذي نزل بالفعل. فما الحل؟ هل أعيد الصلوات التي أشك في عدم طهارتي فيها؟
يقول البعض بأنه لا ينبغي أن أتحقق من ملابسي، إلا إذا شككت، وأنا دائما أشك، وفي أغلب الأحيان يكون شكي صحيحاً. دائماً ما أرى بقع المذي، أو الودي في سروالي، وتكون البقع واضحة، وكبيرة، وبالرغم من هذا أرشها بالماء لتحقيق شرط الطهارة، ولكن كثيرا ما أشعر أنه بسبب مبالغتي في الرش قبل كل صلاة، فإن الملابس الداخلية تصبح عفنة، ولا تصلح للصلاة، وقد تدفع المذي للنزول بازدياد، حيث إن السروال يصبح بارداً.
أيضاً، يقول العلماء إن الشك في نزول المذي لا ينقض الوضوء إلا إذا تأكد الإنسان منه. أنا دائما أشك في نزوله، وفي كثير من الأحيان يكون شكي في محله. لذلك أود أن أعرف إذا كان علي أن أتأكد من ملابسي الداخلية في كل مرة أشك فيها.
مشكلتي الأخرى هي أنه بالرغم من قراءتي الكثيرة عن الفرق بين المذي، والمني والودي إلا أنني عندما أود أن أتأكد من ملابسي الداخلية لا أستطيع التفريق بينهما؛ حيث تكون هناك بقع بنية وصفراء كبيرة وصغيرة.
الموضوع يؤرقني كثيراً، خاصة أني أعاني منه بكثرة، ومنذ مدة طويلة.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آل،ه وصحبه، أما بعد:

فالفرق بين المني، والمذي، والودي قد بيناه في الفتوى رقم: 34363، وكيفية تطهير المذي من البدن، والثوب، قد أوضحناها في الفتوى رقم: 50657.

وإذا شككت هل خرج منك المذي أو لا؟ لم يجب عليك الوضوء، ولا يلزمك التفتيش للتأكد من صحة الأمر، بل يسعك العمل بالأصل المتيقن وهو عدم خروج شيء؛ وانظر الفتوى رقم: 260110، وسواء وجدت عندك غلبة ظن بحصول الحدث، بسبب ما ذكرته من صدق ظنك في أحيان كثيرة، أو لا، فإن العمل بالأصل المتيقن وهو الطهارة، يكفي ولو غلب على الظن حصول الحدث.

قال إمام الحرمين: وقد اتفق الأصحاب على أن من تيقن سبقَ الوضوء، وغلب على ظنّه الحدث، فله الأخذ بالوضوء. انتهى.

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: إذا شك هل أحدث أم لا؟ قد يغلب على ظنه الحدث، وقد يغلب على ظنه عدم الحدث، وقد يستوي الطرفان. فبهذه الأحوال الثلاثة لا يلزمه الوضوء حتى يتيقن أنه أحدث. انتهى.

وإذا وجدت في ثيابك مذيا، فإنك تضيفه إلى أقرب زمن يحتمل خروجه فيه، ثم تعيد الصلوات من هذا الوقت، فإذا شككت هل خرج المذي بعد الظهر، أو بعد العشاء، فإنك تضيف خروجه إلى ما بعد العشاء؛ لأنه أقرب الزمنين، وتنظر الفتوى رقم: 166109.

ومن شك فيما خرج منه هل هو مني أو مذي؟ فإنه يتخير، فيجعل له حكم ما شاء منهما على ما نفتي به، وانظر الفتوى رقم: 64005، ونخشى أن تكون مصابا بشيء من الوسوسة، فإن كان كذلك، فأعرض عن الوساوس ولا تعرها اهتماما، وانظر الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني