الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من الزوج إن كان مفرطا في الصلاة ويشرب الخمر ويطعن في السنة

السؤال

سماحة الشيخ: أنا متزوجة منذ 13 عاما، ولدي 4 أبناء، تزوجت ولم أكن أعرف زوجي جيدا، حيث إنه درس الطب في سوريا، في مدينة اللاذقية، وهاجر بعدها إلى لبنان، ثم عاد إلى السودان، وتزوجني. ولقد ذهبت معه إلى سوريا بهذا الزواج، واكتشفت أنه تأثر بالعلمانية هناك خاصة في اللاذقية، منذ عرفته لا يصلي، ولا يذهب إلى الجامع أبداً إلا مضطرا، ومريض بالزنا، لا يستطيع أن يجلس أياما بدون خليلة، حيث يكون غضبانا، وغير طبيعي، ويضرب الأولاد لأتفه سبب، ويشرب الخمر، ويدخن، ويكره الإسلام، وعلماء المسلمين، ولا يؤمن بالسنة النبوية يعني عندما أقول له الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإجابة النداء للصلاة، على كل من سمع الأذان، يقول لي هذا ليس أكيدا، ربما الذين نقلوا الحديث غيروه، ويقول إبليس مظلوم، وربنا لم يسمح له أن يـأخذ حريته ليسجد أو لا يسجد، ولم يسمح له بالمناقشة، الحديث حرفوه وغيره، ولا يكلمنا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فزوجك إن كان هذا حاله، فقد جمع بين زبالات الأفكار، وقبيح الفعال، والسير في طريق الكفر والضلال، فلا يستغرب من مثله إتيان الفواحش والمنكرات، ومخادنة النساء، وفعل الموبقات.

وراجعي في العلمانية وتعريفها، وحقيقتها الفتاوى بالأرقام: 2453، 5490، 5887. وانظري في الزنا وخطورته الفتوى رقم: 26237.

وفي إنكار السنة، وانتقاص العلماء الفتوى رقم:25570 ، والفتوى رقم: 179955.

وننصحك تجاهه بما يلي:

أولا: الإكثار من الدعاء لزوجك بظهر الغيب أن يصلح الله له الحال، والبال، وأن يصرف عنه كيد الشيطان، وهو سبحانه بإذنه يجيب من دعاه، وتعلق به ورجاه، فهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وراجعي الفتوى رقم: 119608.

ثانيا: استدامة النصح له، وتذكيره دائما بحق الله عليه, وتحذيره من بأس الله، وشدة أخذه وعقابه, مع مراعاة أن يكون ذلك بأسلوب لين رفيق. وانظري الفتوى رقم: 52338، والفتوى رقم: 104183.

ثالثا: فإن لم يستجب مع ذلك، فيمكن الاستعانة عليه ببعض أهل الخير والتقوى الذين قد يكون لهم دور في التأثير عليه.

فإن لم ينفعه ذلك كله، فلا يحل لك البقاء معه، أو تمكينه من معاشرتك، بل ارفعي أمره إلى المحكمة الشرعية، وللأهمية راجعي الفتوى رقم: 25611.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني