الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقل ما يكفي قوله في الركوع والرفع منه

السؤال

هناك أخت تقول في صلاتها، في الركوع: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"
وفي الرفع من الركوع: "ربنا ولك الحمد، أحمدك حمدا كثيرا، طيبا، مباركا فيه، كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك"
فهل هذا مما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالذكر باللفظ الذي تقوله تلك الأخت في ركوعها، وفي قيامها بعد الرفع منه، لا نعلم أنه وردت به السنة في جملة أذكار الركوع، والقيام منه، ولم نر من ذكره من الفقهاء في أذكار الركوع، أو القيام منه، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، و لكن حصل أصل الذكر بقولها في الركوع " سبحان الله "

قال النووي في المجموع: ويحصل أصل السبحة بقوله: سبحان الله، أو سبحان ربي .. اهــ.

وفي مغني المحتاج: أَقَلُّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوْ سُبْحَانَ رَبِّي .. اهــ.

وكذا يكفي في القيام قولها " ربنا ولك الحمد " فهذا اللفظ يكفي، وجاءت به السنة.
سئلت اللجنة الدائمة: أنا أقول في صلاتي بعد الرفع من الركوع: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا، كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك .... وقد حاجني بعض الإخوان في هذا الدعاء، وقالوا: ما دليلك عليه؟ والزيادة هذه لا تجوز. فهل هذا صحيح أرشدوني جزاكم الله خيرا ؟
فأجابت بقولها: يشرع للمصلي بعد الرفع من الركوع أن يقول: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، فقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم، والنسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض » ... الحديث.... وبالله التوفيق. اهــ مختصرا.
وأما هل هذا مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

فالذكر المشار إليه ( ربنا ولك الحمد .... كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك ) ورد في حديث ضعيف السند في غير الصلاة، وذلك فيما رواه ابن ماجه - بسند صعفه الألباني - من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَالَ: يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ، وَجْهِكَ، وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ فَعَضَّلَتْ بِالْمَلَكَيْنِ، فَلَمْ يَدْرِيَا كَيْفَ يَكْتُبَانِهَا، فَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَا: يَا رَبَّنَا إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ قَالَ مَقَالَةً لَا نَدْرِي كَيْفَ نَكْتُبُهَا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ -وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ عَبْدُهُ-: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ قَالَا: يَا رَبِّ إِنَّهُ قَالَ: يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمَا: اكْتُبَاهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي حَتَّى يَلْقَانِي فَأَجْزِيَهُ بِهَا. اهــ.

وذكر ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ) هو من أفضل الذكر، كما في حديث سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ .. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني