الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكفي نية واحدة لكل أعضاء الوضوء

السؤال

ما حكم رجل كان يقص أظافره، ورأى لونا أحمر، فظن أنه قص الظفر، وكان عندما يتوضأ لا ينوي غسل الظفر، وبعد مدة علم أن الظفر موجود، ولم يقص.
فما حكم صلواته التي لم ينو فيها هذا الظفر؟ وهل يدخل فيمن ترك شرطاً من شروط الصلاة جهلا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا سؤال آخر من أسئلتك التي هي في الغالب ناتجة عن الاسترسال مع الوسوسة، وقد نصحناك مرارا بالإعراض عن الوساوس وتجاهلها، ونعيد لك النصح هنا مجددا بذلك، فلا دواء للوساوس أنفع من طرحها، وعدم الاسترسال معها.

كما أن التعمق والاستقصاء في أمور كهذه، مما يزيد الوسوسة ويمكنها، وقد عده بعض أهل العلم من البدع.

جاء في بريقة محمودية للخادمي الحنفي ما نصه: النوع الأول في كون الدقة في أمر الطهارة والتفتيش والتعمق فيه بدعة. انتهى.

أما بخصوص ما سألت عنه: فاعلم أن وضوءك صحيح ما دمت تتوضأ بالكيفية المطلوبة شرعا، ولا يلزمك تخصيص كل عضو بنية، بل تكفي نية واحدة للجميع.

جاء في مواهب الجليل على مختصر خليل - نقلا عن ابن عرفة -: المتوضئ إن لم ينو العضو معينا فهو المطلوب، وإن نواه معينا فقد زاد؛ لأن نيته معينا أتم من نيته من حيث كونه بعض أعضاء الوضوء ... اهـ.

وعليه؛ فسواء كان الظفر موجودا أولا، فإن المطلوب منك هو نية واحدة لكل الأعضاء، وحيث نويت عند بداية الوضوء، وغسلت الأعضاء كما وردت في آية المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ {المائدة:6}، فإن وضوءك صحيح، وصلواتك أيضا صحيحة إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني