الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سعي المريض لتقديم موعد كشفه بأخذ دور من تخلى عن موعده لسبب ما

السؤال

عمري 31 سنة، وأعاني من صداع نصفي منذ سنين، ويتركز في هذه الفترة من السنة بسبب التهاب في الجيوب الأنفية، سببه انحراف في
الحاجز الأنفي، كما أخبرني الطبيب، وفي كل عام أذهب إلى الطبيب بعد أن أعاني بشدة من الصداع النصفي أملا في أن تنتهي معاناتي مع هذا الألم المزمن، ومع بداية فصل الصيف أشفى من الصداع النصفي، وأنسى أنني كنت أعاني من هذا المرض طيلة الفترة الماضية، ويبقى عندي أمل ألا يعاودني في الموسم القادم، وفي هذا العام قررت أن أنهي هذا المعاناة. وبسبب ضعف إمكاناتي المادية ذهبت إلى المستشفى الحكومي، لأن معي التأمين الصحي الخاص بمرضى الثلاسيميا التي أعاني منها منذ صغري، فتفاجأ الطبيب أنني لم أقم بعمل عملية حتى اللحظة لها، وقررت حجز موعد عملية جراحية لتصحيح الحاجز الأنفي. وعند النظر في موعد العملية تفاجأت أنه يأتي تقريبا في منتصف عام 2017، وهذا يعني أن تستمر معاناتي في هذه السنة، وفي السنتين القادمتين، وأخبرني أحد الأطباء الأقرباء أن بإمكانه أن يتدخل لتعجيل عمليتي، ولا أعلم كيف سيتدخل، ولكن الأغلب هو أن يضع ملفي مكان أحد الناس الذين قرروا أن يعملوا العملية في مستشفى خاص مثلا، أو مكان أحد الذين قرروا التخلي عن عمل العملية، فهل هذا جائز شرعا؟ وهل أستطيع أن ألجأ إليه ليغير موعدي أم لا؟.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يسبغ عليك لباس العافية، وجميع مرضى المسلمين، وحيث غلب على ظنك أن الطبيب المذكور سيقوم بوضع ملفك في دور شخص ما قد قرر التخلي عن دوره وعدم إجراء العملية بالمستشفى المذكور، فلا يخلو ذلك من أحد حالين:

1ـ أن يكون تقديم أدوار من يلونه من المرضى متوقفا على فراغ دور الشخص المذكور، وبذلك يكون وضع ملفك في دور ذلك الشخص مانعا من تقديم أدوار من يلونه من المرضى، ففي هذه لا تجوز لك الاستعانة بالطبيب المذكور، لما في ذلك من تعدٍ على حق غيرك ممن هم أولى منك في التقدم، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 59888.
2ـ أن تكون أدوار المرضى محددة بمواعيد لا تتقدم، فإذا كانت اللوائح لا تمنع من شغل هذا الدور، وليس هناك من هو أحق منك بشغله، فالظاهر في هذه الحالة أنه لا حرج عليك في ذلك، حيث لم تتسبب في اغتصاب حق أحد ولم تخالف اللوائح، والذي يفصل في هذا ويحدد ما إذا كان كان لك الحق في ذلك أم لا هي الجهة المسؤولة عن تنظيم المواعيد والنظر في الحالات المستعجلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني