الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب إخبار الزوجة بالصلع؟

السؤال

حياكم الله علماءنا الأفاضل، وأرجو أن تضعوا في الحسبان أنني قد أكون تحت تأثير دواء الوسواس القهري، وأنني غير مؤاخذ، أو قد لا أكون تحت تأثيره؛ لأني ما زلت أتناوله منذ فترة، مع العلم أنني لا أتابع مع طبيب، وأوقفت الذهاب إليه، فأنا متعب نفسيًا، وبالي وفؤادي غير مستقرين بمعنى الكلمة، ولكم الشكر على صبركم، وتعاونكم معي في هذا الأمر، وإذ كنتم ترونه أمرًا هينًا بالنسبة لما يحدث في العالم الإسلامي من قتل، ودمار، أو بالنسبة للأمراض الأخرى، وبغض النظر إذ كان الصلع يصنف كمرض عضوي، فأنتم تعلمون أن للصلع أعراضًا نفسية متعبة، ومؤثرة على صاحبها، وتتفاوت من شخص لآخر، فأنا في غنى عن الحديث في ذلك، وتعلمون أنه قد يتقبل شخص أمر الصلع، ويندمج في الحياة، وشخص آخر لا يتقبله...إلخ. فقد علمت أن الصلع ليس من الأمراض التي تكلم عنها العلماء، وتؤدي إلى فسخ العقد ـ والله أعلم ـ وقد يصنف الصلع كليًا، كأن توجد بعض الشعيرات القليلة، فلو قسنا -علماءنا الأفاضل- زرع الشعر، بوضع الكحل، أو الحناء يكون أقرب للزرع؛ لأن زارع الشعر في الأصل ليس لديه شعر، وواضع الكحل في الأصل ليس لديه شعر، فأنا لا أستطيع نفسيًا أن أخبر أحدًا بذلك؛ لأن هذا الأمر -والله- يزعجني، ويتسبب في هلاك نفسيتي، ويؤرقني، حتى عندما خطبت، ففي فتوى رقم: 211843 في باب أنواع العيوب: العيوب التي لا تمنع الوطء لا تعتبر غشًّا، واستدللتم بذلك بما جاء في (حاشية الجمل)، ويعلم الله أن نفسيتي لا تتحمل ذلك الصلع، علمًا أنني قمت بعملية زرع شعر، وعملية الزراعة ليست بالرخيصة -علماءنا الكرام- فقد دفعت مالًا لهذا الأمر، وكأني رميته في الأرض، وهذا منذ فترة بعيدة ليست بالقريبة، والمفاجأة أن الشعر المزروع بعد فترة تساقط، فالحل القريب للزرع هو عمل شيء بديل، وهو ما أضعه من مستحضر الكحل أو الحناء، فأنا بهذه الطريقة لم أتزوج، فأنا لا أستطيع ممارسة حياتي بهذا المرض، ويعلم الله أنني أتقي الله قدر استطاعتي، فأنا ملتح، ومقصر ثيابي ـ ولله الحمد ـ، وأتبع ما أمر به الله ورسوله قدر المستطاع، وتقدمت للخطبة وأنا على هذه الهيئة ـ بوضع الكحل ـ وقد رزقني الله فتاة ملتزمة ـ ولله الحمد ـ، تلتزم بالملبس الشرعي من نقاب، وقفاز، ونحوه، وهو ما أحلم به، ولديها عمل أيضًا، وتساند في الحياة الزوجية بمرتبها، بل نسبة النساء في مقر عملها 90%، وهي مرتاحة لي كثيرًا، وأنا أيضًا، ومن المفترض أن أعقد عليها في شهر 4 ـ 2015م لأنكم أحيانًا تتأخرون في إرسال الجواب بسبب عدد الأسئلة المرسلة إليكم، فأرجو إفادتي في حالتي هذه، فأنا قد خطبت وأنا على هذه الحال، وعلى وشك الزواج، مع العلم أني أبلغ من العمر 31 عامًا، وأريد الزواج ولا أستطيع الإفصاح -جزاكم الله كل الخير والعرفان-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك إخبار المرأة بالصلع الذي في رأسك، ولا إخبارها بأنّك تتداوى منه بزراعة الشعر، أو بوضع الكحل والحناء على الرأس، وراجع الفتوى رقم: 245020.

ولفائدة ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني