الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحكام الشرعية مرتبطة بالشهور القمرية

السؤال

السؤال: أخي عمره عشر سنوات أتمها بالهجري فقط، فعندما أقول له بأن عمره عشر سنوات، ويترتب على ذلك بعض الأحكام، فيرفض إلا الحساب بالميلادي، فما حكم ذلك؟ وأليس بصحيح أن الحساب بالهجري فقط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن جميع التكاليف الشرعية من صيام وزكاة وحج قد ربطها الشارع بالأهلة، وعلى ذلك؛ فإن الحساب المعتبر في الإسلام هو السنة الهجرية، التي يؤرخ فيها بالشهور القمرية، لقوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [التوبة:36].

وقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ {البقرة: 189}

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم؛ ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. رواه البخاري.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فجعل الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة في الشرع ابتداء أو سببًا، وهذا يدخل فيه الصيام، والحج، والزكاة. انتهى.

وقد ذكر القرطبي في التفسير: أن الله تعالى وضع هذه الشهور، وسمّاها بأسمائها على ما رتبها عليه يوم خلق السموات والأرض، وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة، وهو معنى قوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا. اهـ.

ثم ذكر القرطبي -رحمه الله-: أن هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط ... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني