الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طيب الكلام وتجنب الخصام أدعى لدوام العشرة بالمعروف

السؤال

حدثت مشاجرة بين رجل وزوجته على طريقة شحن خط الجوال الذي معها، حيث قال لها سأخصص لك 150ريالا كل شهر لشراء كروت شحن، فقالت له الدقائق التي تعطيها 150 لا تكفيني، فاشترك لي في نظام الشهري، فهو يعطي دقائق أكثر، وتكلفته أقل من 150، فقال لها لا، أنا الذي أدفع، وأنا الذي أحدد طريقة الشحن، فقالت له لا، هذا حقي، ومن خصوصياتي، فما الحكم في ذلك؟ وأثناء المشاجرة قالت له ما تفعله هل هو من الدين أم من الهوى؟ فقال لها من الدين، فقالت له: هل تريد من أحد أن يسب لك هذا الدين؟ فما حكم هذا أيضا؟ وهل يخرجها هذا الكلام من الدين؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى هذين الزوجين أن يتعاشرا بالمعروف امتثالا لقوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.

وعليهما أن يتجادلا بالتي هي أحسن، ويدلي كل منهما بوجهة نظره، ويستمع إليه الآخر، ليصلا إلى أنسب الحلول وأوفقها مع مصالحهما، فإن أبى الزوج إلا طريقة معينة في شحن الجوال، فله ذلك، فإن أحبت الزوجة شيئا آخر فينبغي أن تسعى إلى إقناعه بالحكمة واللين، وإنما قلنا هذا، لأن المال مال الزوج وهو أحق به وأولى بالتصرف فيه على الوجه الذي يشاء، وهو هبة منه لها، فلها أن تقبضها، ولها أن تردها، وينبغي للزوج أن يستمع لوجهة نظرها، فإن كانت المصلحة في رأيها فليعمل به ولا غضاضة ولا منقصة عليه في ذلك، وأما قولها المذكور: فالظاهر أنها لم ترد به سب الدين، وإنما أرادت نفي أن يكون ما يقوله زوجها من الدين، ومن ثم فإنها لا تخرج من الملة بهذا الكلام، وإن كان كلاما قبيحا لا يسوغ التلفظ به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني