الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من لم تبلغه الدعوة كحكم أهل الفترة

السؤال

قال سبحانه وتعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) صدق الله العظيم.عرفت قارة أمريكا أنها قد سكنها الهنود الحمر لالأف السنين وكانوا على غير اتصال بالناس في القارات الأخرى حتى تم اكتشاف القارة بواسطة أحد المستكشفين الأوروبيين، السؤال هو: هل تلكم الناس المسمون بالهنود الحمر كانوا يدينون بدين سماوي أم أنهم عاشوا على وثنيه منذ وجودهم على تلك الأرض، وهذا بعيداً عن مفهوم الآية الكريمة؟ أرجو الإفادة أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا لم نطلع على الدين الذين كان عليه الهنود الحمر في القارة الأمريكية قبل اكتشافهم في العصور الأخيرة، وعلى أي حال كانوا سواء أكانوا يدينون بدين سماوي جاء به إليهم نبي من أنبياء الله تعالى، أم لم يكونوا يدينون فليس هنالك ما يتعارض مع معنى الآية الكريمة، ومعنى الآية -والله تعالى أعلم- أن الله تعالى لا يعذب أحداً من خلقه إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسل ووصول الدعوة إليه.
فإذا كان أولئك القوم لم تصل إليهم دعوة الأنبياء -قديماً أو حديثًا- فإن الله تعالى لن يعذبهم بصريح الآية المذكورة وما أشبهها مما هو في معناها، فحكمهم كحكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة الأنبياء، وقد وردت الأحاديث أنهم يمتحنون يوم القيامة.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل عن هذا الموضوع نحيلك إلى الفتوى رقم: 3191.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني