الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

انتشر قبل فتره قول: حفظ أبناءك الصغار الفاتحة لأنهم سيقرؤونها طوال حياتهم، وإن شاء الله ستأخذ الأجر.
هل هذا القول صحيح أم لا؟ وإن كان صحيحًا، فنحن نعلم جميعًا أن الحرف بحسنة، فهل آخذ أنا (محفظ الصغير) هذا الأجر عند قراءته أو قراءتها طوال حياتهم؟
وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

نعم، هذا القول صحيح المعنى، ويدل له قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الدال على الخير كفاعله" رواه أبو داود، والترمذي. وقال أيضًا: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا" رواه مسلم.

قال النووي -رحمه الله تعالى-: "من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام متابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقًا إليه، وسواء كان تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك" اهـ.

فيتقرر من الحديثين السابقين أن لمعلم الصغار القرآنَ من الأجر مثل أجورهم مدةَ قراءتهم للقرآن، وكذلك له أجر قراءة من تعلم ممن علَّمهم إلى ما شاء الله، ولذلك فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم- يصل إليه ثواب كل عمل صالح تعمله أمته إلى قيام الساعة، وذلك لأن كل خير يحدث منها فإنه الدال عليه.

هذا، وإن ثواب قراءة الحرف من القرآن عشر حسنات، وليس حسنة واحدة كما توهمتَ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي، وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني