الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا إثم على الطالب إذا أبلغ المدرس بما حدث من غش في الامتحان

السؤال

أنا طالبة أدرس بإحدى الكليات، متفوقة ـ والحمد لله ـ ولكن ترتيبي الدراسي قل، وهناك من غش في الامتحانات كثيراً، وحصل على أعلى الدرجات، لم أهتم في أول الأمر، ولكنه أحزنني كثيراً بعد ذلك علو الدرجات وكثرة عدد الأشخاص الحاصلين عليها دوني، والحزن ملأ قلبي وقل يقيني بالله، حاولت كثيراً أن أذكر نفسي بنهاية من يغش ولكنها غلبتني، فكنت أتحدث مع زميلتي أمام إحدى الأستاذات الجامعيات وذكرنا لها حالة الغش العارمة التي سادت في الترم الأخير، فانفعلت كثيراً، وقررت على الدفعة منهجا غاية في الصعوبة، ويعلم الله أنني لم أقصد أبداً، وحاولت أن أهدئ من روعها كثيراً، فدخلت المحاضرة وقالت إحدى الزميلات ضاع حقها بسبب غشكم وأبلغتهم المنهج الصعب، وفي اليوم التالي دخلت عليها مرة ثانية وحاولت التخفيف فقبلت، ومرة أخرى حاولت التخفيف فقبلت، كل ذلك لشعوري بالذنب الشديد تجاه دفعتي وأنني فعلت ذلك، ولعلمي أنها مادة صعبة، وأبلغت الدفعة أنني على استعداد كامل لشرحها رغم ضيق الوقت، مع العلم أن المقرر الزائد ضر الكل وضرني كثيراً، والاَن أخشى أولاً عقاب الله، ثم أخشى ذنب من يفشل في تلك المادة، أو يرسب فيها، ويرهقني الأمر كثيراً، ولا أستطيع المذاكرة بسببه، وأخشى أن يضيقوا على الطلبة، لأن الكثير منهم يعتمد على الغش للنجاح، فماذا أفعل للتكفير عن ذنبي رغم أنني لم أتحدث وحدي، بل هناك من دخل على هذه الأستاذة، وأبلغها أيضاً بحالة الغش، ولكن يبدو أنه لكوني مقربة منها اقتنعت بكلامي أكثر، فماذا أفعل لإنقاذ مستقبل الطلاب الضعاف في هذه المادة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نرى ذنبا عليك ـ إن شاء الله ـ فيما ذكرت، فأنت ما قصدت شرا، ولا فعلت شرا، والإبلاغ عن الغش لا حرج فيه، بل هو من باب النصيحة المأمور بها شرعا، وانظري الفتوى رقم: 10150.

وما قامت به الدكتورة من تقرير المنهج الصعب، إنما هو من جراء غش الطلبة وشغبهم، فهم الذين قد جنوا على أنفسهم حقيقة، ومن يفشل منهم بسبب اعتماده على الغش ليس أهلا لأن ينجح أصلا، وكذلك من كان مستواه ضعيفا. ونسأل الله أن يجزيك خيرا على تعاونك مع زميلاتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني