الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: من جعل جميع عبادته الصلاة علي قضى الله له جميع حوائج الدنيا والآخرة

السؤال

ما صحة هذا الحديث: قال ابن الجوزي في بستان الواعظين ورياض السامعين صفحة: 355 وأما قضاء الحوائج والأوطار روي أن رجلا قال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال: (الصلاة علي، قال: أجعل ثلث عبادتي الصلاة عليك؟ قال صلى الله عليه وسلم: إذًا كُفيت، قال: أجعل جميع عبادتي الصلاة عليك؟ قال: من جعل جميع عبادته الصلاة علي قضى الله له جميع حوائج الدنيا والآخرة ) {أخرجه الترمذي 2457 وقال: حسن صحيح، الحاكم2/421 في مستدركه، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا، ورواه الطبراني بإسناد حسن} وهذا كله مع أداء الفرائض.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نجد هذا الحديث بهذا اللفظ في أي كتاب من كتب السنة المعتمدة، ورواية الترمذي والطبراني والحاكم للحديث ليس فيها لفظ: (أجعل جميع عبادتي الصلاة عليك؟ قال: من جعل جميع عبادته الصلاة علي قضى الله له جميع حوائج الدنيا والآخرة). وإنما ذكره ابن الجوزي في كتاب بستان الواعظين ورياض السامعين من غير سند، وكذلك الأبشيهي في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف.

وأما رواية الترمذي للحديث فقد أخرجه بسنده إلى الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ. وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وفي بعض النسخ حسن صحيح.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير بسنده إلى حبان بن منقذ, أن رجلا قال: يا رسول الله ، أجعل ثلث صلاتي عليك ؟ قال : " نعم إن شئت " ، قال : الثلثين ؟ قال : " نعم " ، قال : فصلاتي كلها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذن يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك .
وراه الحاكم في المستدرك بسنده وفيه: فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْهَا؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، قَالَ: الرُّبُعُ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: النِّصْفُ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَجْعَلُهَا كُلَّهَا لَكَ؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.

وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين التالية أرقامهما: 129668، 52978.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني