الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كوني عونا لزوجك على توفير لحيته

السؤال

زوجي والحمد لله ملتزم، وقد التحى منذ فترة، ولكنه أطالها، وأنا لا أحب شكلها، وأنفر منه بسببها، وكلما طلبت منه أن يقصرها وأن يرتبها يتشاجر معي. أرجو أن تبينوا لنا الحكم الشرعي في هذا، وهل من حقي أن أرى زوجي في مظهر جميل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحى، والأمر يفيد الوجوب ما لم تأت قرينة تصرفه من الوجوب إلى الندب.

وقد روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، ووفروا اللحى. وغيره من الأحاديث الصريحة في الأمر بإعفاء اللحية، والتي لم يصرف دلالتها عن الوجوب صارف.

وإعفاء زوجك لحيته، وعدم أخذه منها هو الصواب الموافق لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ينبغي عليك أن تسعدي بهذا، وأن تعينيه على المزيد من التزام السنة.

ونفرتك منه بسببها، خطأ عظيم، لأنه نفرة من واجب شرعي قام به زوجك، ويخشى أن يكون نفرة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تستغفري الله تعالى من هذا الخطأ والزلل العظيم.

وقد يكون مبعث ذلك اعتيادك رؤيته على غير هذه الحالة، فزين لك الشيطان بسبب التزامه بتلك السنة، النفرة منه لتدفعيه إلى ما لا يرضي الله ورسوله.

ثم اعلمي رحمك الله أن اللحى زينة للرجال، كما أن الذوائب زينة للنساء، فالجمال يكون بالتزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتزام أوامره، ولا تعارض بين إعفاء اللحية، والتزين والتجمل للزوجة، فعلى الزوج أن يتجمل لزوجته بما لا يتضمن مخالفة شرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني