الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء المعترف بذنوبه وضعف إيمانه

السؤال

أعرف نفسي جيدًا، للأسف أنا إنسان ضعيف الإيمان، لكني مؤخرًا بدأت في التقرب أكثر من الله من خلال الصلاة والدعاء، رغم ذلك ما زلت أرتكب بعض المعاصي.
1- هل يمكن أن يستجيب الله -عز وجل- لدعائي الذي أعترف فيه بصراحة بذنوبي وأخطائي وبضعف إيماني، مع العلم أني ما زلت أرتكب بعض الذنوب؟ وهل يمكن أن يزيدني ويقوي إيماني لنزع البقعة السوداء التي تدفعني إلى المعاصي؟
2- هل يجوز هذا الدعاء الذي أقوله في صلواتي: "اللهم زدني من مالك ومن جمالك" وأحيانًا: "اللهم زدني مالًا وجمالًا، اللهم أطفئ شهوتي"؟
3- كما أني أطول نوعًا ما عند ما أسجد بتكثير الدعاء من خلال استحضار معظم أسماء الله الحسنى، فهل من نصائح وتوجيهات شرعية؟
وفقكم الله -عز وجل-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم -هداك الله- أن كل بني آدم خطاء، وأن خير الخطائين التوابون، فتب إلى ربك -عز وجل- مما أنت مقيم عليه من الذنوب، واجتهد في دعائه والابتهال له والتضرع له سبحانه أن يزيد إيمانك، ويبعد عنك نزغ الشيطان، ويثبتك على صراطه المستقيم، ولا مانع من أن تدعو الله تعالى راجيًا إجابته وتفضله ومنّه، وإن كنت تعلم من نفسك أنك صاحب ذنوب وآثام، ولكن عليك أن تتدارك هذه الذنوب بتوبة ماحية عاجلة غير آجلة مستعينًا عليها بالله تعالى مجاهدًا لنفسك على ترك المعاصي صغيرها وكبيرها. واعلم أنك لو صدقت في مجاهدة نفسك لأعانك الله تعالى، ووفقك لترك تلك المعاصي، كما قال عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

وأما هذا الدعاء الذي تدعو به: فلا حرج فيه، وينبغي أن تتعلم الدعوات الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ففيها خير وبركة عظيمة، ولا حرج عليك في تطويل السجود وسؤال الله بأسمائه الحسنى.

والذي ننصحك به هو: الاستمرار في التقرب إلى الله تعالى، ولزوم الفرائض، والإكثار من النوافل، كما نوصيك بصحبة الصالحين؛ فإنها من أعون الأشياء -بإذن الله- على الاستقامة، ونوصيك بتعلم العلم النافع، وكثرة ذكر الله تعالى، ودعائه، والابتهال له، والتضرع له -سبحانه وتعالى-، ونوصيك بكثرة الفكر في نعم الله تعالى حتى يورثك ذلك الحذر من مبارزته بالمعصية خشية أن تسلب تلك النعمة، ونوصيك بالفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام؛ فإن ذلك من أعظم ما يرق به القلب -وفقنا الله وإياك لكل خير-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني