الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة الإيمان بالتوبة والعمل الصالح

السؤال

الإيمان ذهب من قلبي فكيف أسترجعه وأنسى هذه الدنيا التي أصبحت أكبر همي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الإيمان لا يذهب كلية من قلب المرء إلا إذا أتى بأحد نواقضه، فعقيدة أهل السنة أنهم لا يكفرون مرتكب المعاصي ولو كانت من الكبائر إلا إذا استحلها، قال حافظ الحكمي:
ولا نكفر بالمعاصي مؤمناً ===== إلا مع استحلاله لما جنى
لكن العبد إذا أذنب نقص إيمانه بقدر ذنبه، قال حافظ الحكمي:
الفاسق الملي ذو العصيان ===== لم ينف عنه مطلق الإيمان
لكن بقدر الفسق والمعاصي ==== إيمانه ما زال في انتقاص
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن، ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن.
قال عكرمة: قلت لابن عباس: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا (وشبك بين أصابعه ثم أخرجها) فإن تاب عاد إليه هكذا (وشبك بين أصابعه).
وفي رواية عند أحمد: والتوبة معروضة بعد. وصححها الأرناؤوط.
وبهذا يتبين أن الإيمان يزيد وينقص من قلب العبد بحسب أعماله، وأن نقصانه بالمعاصي وزيادته بالتوبة والعمل الصالح، ولذا فإن الواجب على المسلم أن يتوب إلى الله مما تسبب في نقص إيمانه، وأن يكثر من الأعمال الصالحة، ويصحب عباد الله الصالحين الذين يعينونه على الخير ويحضونه عليه، ويطلب العلم النافع لأنه سبيل العمل الصالح، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17666، 18623، 26411.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني