الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك مسح الرأس في الوضوء لمنع تساقط الشعر

السؤال

أريد أن أسأل عن حل لمشكلتي: فأنا أعاني من تساقط الشعر، جراء مسحه بالماء أثناء الوضوء.
هل يجوز ترك هذا الركن أم ماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمسح الرأس، ركن من أركان الوضوء -كما ذكرت- ولا يجزئ بدونه, فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6].

وقد اختلف أهل العلم في القدر المجزئ مسحه, وسبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 50469.
وما ذكره السائل من أنه يعاني من تساقط الشعر جراء مسحه بالماء أثناء الوضوء هو في الحقيقة مستبعد جدا؛ وهو إما أنه تخييل من الشيطان يريد أن يفسد عليه عبادته، وإما أنه تساقط طبيعي، لا علاقة له بالمسح. ولو فرض أنه بسبب المسح حقيقةً، فللسائل أن يخفف يديه، ولا يدلك بهما الشعر دلكا قويا. كما أن له أن يأخذ بأحد الأقوال التي لا تُلزم استيعاب جميع الرأس بالمسح؛ فإن الأخذ بالقول الأخف، قد أجازه العلماء عند المشقة، للقاعدة الفقهية: أن المشقة تجلب التيسير، وهي مستوحاة من قول الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78].

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 204799.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني