الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصميم برنامج لمشيخة الطرق الصوفية

السؤال

جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الرائع.
سؤالي هو: إنني أعمل مبرمجًا، وقد طُلب مني عمل برنامج نظير أجر يحوي قاعدة بيانات لمشيخة الطرق الصوفية، حيث يتم تسجيل بيانات الناس كأعضاء، ويتم طباعة بطاقات العضوية لهم عن طريق البرنامج، وفي المستقبل سيطور البرنامج ليرسل رسائل على المحمول للأعضاء المسجلين لتنبيههم أنه يجب عليهم الحضور ﻷحداث صوفية معينة (لم أخبَر بها، ولكني أعتقد أنها موالد وحضرات وكلام من هذا القبيل). فهل هذا يجوز؟ علمًا أنني أعلم أن الصوفية -هداهم الله- لديهم الكثير من البدع، ولكنهم مسلمون، فما حكم الدِّين في هذا الموضوع؟ وهل أعمل معهم أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان البرنامج يعين أصحاب البدع والخرافات والشركيات على ما هم عليه -كما ذكرت-: فلا يجوز عمله؛ لنهي الشارع عن إعانة الآثم على إثمه، كما في قوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. وقال صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا". رواه مسلم.

والطرق الصوفية وإن كانت تختلف مشاربها وأحوالها -كما بيّنّا في الفتويين: 132191، 97998- إلا أن الأسلم هو البعد عن ذلك، ونذكرك بحديث وابصة: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر. رواه أحمد، والدارمي، وحسنه النووي في (رياض الصالحين)، والمنذري في (الترغيب)، ووافقهما الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني