الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رعاية الزوجة أمها إذا كان ذلك يضايق زوجها

السؤال

أمي مريضة بأمراض متعددة، وأنا طبيبة مصرية مقيمة بالمملكة، ولي أخوان وأخت، وجميعهم لا يهتمون بها بالقدر الكافي، لانشغالهم أو لضيق حالهم، وأنا ميسورة الحال هنا بالسعودية، وإذا كانت أمي معي فإنها ستكون أحسن حالا. وزوجي لا يقبل وجود أمي لفترات طويلة معنا، ولا يعترض ظاهرا لأن السكن باسمي، ووجودها يجعل حياتي الزوجية غير مستقرة بعض الشيء، وأخاف أن يكون عدم وجودها معي ظلما وعقوقا لها؟ وإن استقدمتها عن طريق الزيارة وتجديدها فإنني أخاف أن يكون في ذلك عدم طاعة لزوجي.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيراً على حرصك على برّ أمّك، وإحسان عشرة زوجك، وخوفك من التفريط في حقّ زوجك وحقّ أمّك، واعلمي أنّ ترك استقدام أمّك لتقيم معك، ليس من العقوق لها، لأنّ إقامتها معك ليست متعينة عليك، وإذا كان هذا البيت ملكا لك، فليس لزوجك أن يمنعك من استقدام أمك للإقامة معك فيه، فالمقرر عند الفقهاء أن صاحب الملك له أن يتصرف في ملكه بما هو مشروع، جاء في حاشية الدسوقي في الفقه المالكي: وللمالك أن يتصرف في ملكه بما أراد. اهـ.

ومن حق زوجك عليك أن تؤدي إليه حقوقه، بل حقه مقدم على حق الوالدين عند التعارض، فكوني على حذر من أن يكون وجود أمك معك حائلا دون إيصال هذه الحقوق إليه، وانظري الفتوى رقم: 19419.

وإذا لم يمكنك استقدام أمك، فاجتهدي في برها ورعايتها حسب قدرتك، فيمكنك ـ مثلاً ـ استئجار خادمة تخدمها في بيتها ونحو ذلك من أنواع الصلة والرعاية بالمال ونحوه، وأبشري خيراً ببركة برّك بأمّك وزوجك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني