الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول شيء لا يستند لدليل ليس من ادعاء الغيب

السؤال

أرسلت لكم السؤال رقم: 2609924، وتمت الإجابة عليه بفتوى سابقة، وسؤالي لم يكن عن أعراض الحسد، فربما لم تفهموا مرادي فسؤالي كان عن حكم إخبار زوجي لي عن أمور غيبية لا علم لنا بها، حيث قال لي: إن الجن تستطيع معرفة أن شخصا ما محسود بمجرد أن ينظر الجن في عين ذلك الشخص، فسألته هل قرأت ذلك الكلام مثلا أو أخبرك أحد به؟ فقال لا، وأنا والله أخاف أن يكون كلامه عن هذه الأمور الغيبية قولا على الله بلا علم، أو من الرجم بالغيب، أو أن يقع بكلامه هذا في الكفر... فما حكم ما قاله زوجي؟ وهل ذلك من الكفر ويجب عليه نطق الشهادتين؟ أم مجرد ذنب؟ أم لا شيء فيه؟ وما يخيفني أن العراف عندما يخبر عن أشياء في علم الغيب فإنكم تكفرونه؟ أليس كذلك؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن زوجك يعتبر مخطئا في قوله بما لم يستند فيه لدليل، ولكنه لا يحصل الكفر بذلك، لأنه لا يعتبر من أدعياء الغيب، وأما الفرق بينه وبين العراف: فهو كون العراف يدعي الغيب ويكذب ما في النصوص من اختصاص الله تعالى بعلم الغيب، والله سبحانه وتعالى يقول: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ {الأنعام: 59}.

وقال سبحانه: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا {الجن: 26ـ27}.

وقال سبحانه: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل: 65}.

وننصحك بالبعد عن الوسوسة في التكفير, ونحذرك من الاسترسال معها، فإنها تجر إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني